محطة السكة الحديدية....تحفة أثرية تفتح ذراعيها لزوار وهران

محطة السكة الحديدية....تحفة أثرية تفتح ذراعيها لزوار وهران
مجتمع
في رحلة خاصة و بتذكرة مفتوحة لا تتقيد بالزمان والمكان اختارت "الجمهورية اولاين" أن تسافر عشية العيد وفي الوقت الذي تترقب فيه العائلات هلال شوال وترحل مع طاقم محطة القطار إلى مراحل تاريخية هامة عاشتها هذه البناية الأثرية وسجلتها وبقوة عبر حقبات لم تمح ولم تتأثر بفعل عوامل الزمن . بعدسة الجمهورية اولاين اخترنا اليوم أن نفتح العلبة السوداء للمحطة ونُنقب بداخلها عن ما يحتاجه المواطن ونبحث عن ما يهُم السائح و نُفتش عن ما يستقطب المسافر ، ونقدم عملا متكاملا بين الهندسة المعمارية القديمة وبين ميلاد المحطة في سنة 1913 بشرق المدينة وبقلب بلدية وهران بأجنحتها ومرافقها المتجانسة والمتسلسلة التي حرص آنذاك المهندس المعماري الفرنسي "البير بالو" على ابراز الطابع الفسيفسائي الحديث الخاص بها . من المدخل الرئيسي للمحطة ومن أبوابها الثلاثة الخشبية المقوّسة الشكل تتضح للعيان خصوصية المكان برموزه وزخرفته الخاصة قبل أن يتوغّل ويقترب أكثر من المكان و تلامسه بإحدى زواياه ساعة كبيرة تحكي في كل دقيقة وفي كل ثانية ما عاشته وما شهدته من أحداث وما استقبلته من وفود رسمية وعائلات اختاروا النقل بالسكك الحديدية . يشدك الفضول لمعرفة المزيد من التفاصيل والوقوف من قريب على ما يميّز هذا المعمار عن باقي المعالم الأثرية ، فتقابلك بمجرد الولوج إلى الداخل خلية النحل التي زيّنت سقف قاعة الانتظار موشّحة بلوحات التعايش السلمي بين الأديان بمساحة معتبرة ظفرت بها لتعكس ثقافة التسامح والحوار وتُكمِّل الرسوم الفسيفسائية . لا تتوقف تلك اللمسات الجمالية والتخطيط الهندسي عند قاعة الانتظار ولا تكتفي بواجهة القطار، فتزحف الأنامل الأثرية إلى مرفإ العربات والفضاء المفتوح المحاط بأشكال هندسية متباينة ، كل واحدة تروي قصتها لزوارها ، وتبرم معهم عقد الاعتراف والتقدير يسهر على تنفيذ ضوابطه واحترام معالمه أعوان المحطة ورموزها وشهود عيان على تاريخ لا ينسى .

يرجى كتابة : تعليقك