بعد أكثر من شهرين من هدم 6 بنايات هشة متواجدة بشارع الحدائق بحي سيدي الهواري، لازالت آثار وبقايا الهدم بالمنطقة ممتدة إلى غاية الطريق الرابط بين ساحة أول نوفمبر وسيدي الهواري تهدد سلامة المواطنين، ولازالت الأوعية العقارية على حالها في مشهد مؤسف لحالة الحيين العريقين سيدي الهواري والدرب، اللذين فقدا خصوصيتهما بفقدان المعمار العتيق واللمسة الهندسية الفريدة من نوعها للسكنات القديمة الذي تآكلت جدرانها وأسقفها بفعل عوامل الزمن، وأصبحت تشكل خطرا على قاطنيها، الأمر الذي دفع السلطات الولائية إلى اللجوء إلى الهدم مباشرة بعد ترحيل 20 عائلة كانت تقطن بإحدى العمارات، وتم في نفس الوقت هدم باقي العمارات الشاغرة والمهددة بالانهيار والتي تحولت منذ سنوات إلى مفرغات للقمامات.
وقد عبر ما تبقى من العدد القليل جدا من سكان المنطقة وكذلك مستعملي طريق شارع الحدائق، عن استيائهم من تأخر رفع مخلفات الهدم من حجارة وبقايا الجدران والأسقف وحتى بعض المواد الخطيرة كالحديد، أخذت نصف الطريق وأصبحت تعيق حركة السير، فضلا على ما تشكله من خطر على المارة، علما أن هذا الطريق يعتبر المسلك الأقرب والأسهل الذي يربط أحياء الصنوبر وباقي الأحياء الغربية بحي سيدي الهواري ووسط المدينة، وبعد عمليات الهدم أصبح يتجنبه الكثير من سائقي المركبات خوفا من تساقط الحجارة التي شكلت مرتفعات جبلية خطيرة ممكن أن تنهار في أي لحظة.
وعن مصير الشارع العريق، أكدت مصادر من بلدية وهران أنه تم تكليف مؤسسة خاصة لرفع الحطام، تنطلق في مهامها مباشرة بعد الانتهاء من نفس المهمة على مستوى موقع البناية الهشة التي تم هدمها بنهج مصطفى خديم بحي سيدي الهواري، وحسب مصادرنا فإن العملية تخص رفع بقايا الهدم وتنظيف الموقع من أجل ضمان سلامة مستعملي الطريق ولم يتم بعد برمجة أي مشاريع أخرى بالمنطقة.
