التقني مهدي قوميدي أحد أعمدة "الجمهورية" : كنا أول من اعتمد على تركيب الصور واستخدام الألوان

التقني مهدي قوميدي أحد أعمدة "الجمهورية"  : كنا أول من  اعتمد  على تركيب الصور واستخدام  الألوان
منتدى
الأستاذ مهدي قوميدي من القدامى الذين أشرفوا على القسم التقني في جريدة "الجمهورية" الغراء بعد الاستقلال، عندما كانت اليومية تصدر باللغة الفرنسية تحت اسم la république، وخلال استضافته بمقر الجمهورية تحدّث السيد "قوميدي" بكثير من الحنين عن المدرسة الإعلامية التي احتضنته رفقة عدد من زملائه، وتذكر أيام الزمن الجميل وكيف كانوا كالأسرة الواحدة، تجمعهم مشاعر المحبة والألفة، حيث قال إنهم كانوا يعملون بجد واجتهاد وتركيز منذ الخامسة مساء إلى غاية الخامسة صباحا، دون أن يتحدّثوا كلمة واحدة، فهمُّهم الأكبر كيف ستصدر الجريدة في اليوم الموالي. وأوضح السيد قوميدي الذي التحق بجريدة " الجمهورية" سنة 1966، أن اليومية كانت مؤسسة إعلامية محترمة جدا، كان يعمل بها صحفيون وتقنيون أجانب باعتبار أنها كانت تصدر باللغة الفرنسية،من بينهم إسباني وألماني، مضيفا أنهم كشباب لم تكن لديهم تجربة، لذلك تعلموا منهم كل التفاصيل وأصبحوا أفضل منهم، وفي تلك الفترة رفض الصحفي القدير الراحل "رزوق" رحمه الله بقاء الطاقم الأجنبي في الجريدة، لأنه كان وطنيا إلى أبعد الحدود ويحب الجزائر حبا كبيرا، كما كان إنسانا طيب وإعلاميا قديرا، علمنا كل ما درسه من تقنيات في "يوغسلافيا" وحرص على تلقيننا أبجديات الإخراج والمونتاج وتصميم الصفحات وغيرها من التفاصيل، وفعلا، غادر الأجانب "الجمهورية" وتكفل مهدي قوميدي ورفقاؤه بتسيير الصحيفة التي كانت لا تزال تصدر باللغة بالفرنسية، وحيث كانوا يرسلونها يوميا إلى الجزائر العاصمة، وهنا يقول السيد قوميدي: "لم تكن لدينا إمكانيات كبيرة لنقل الجريدة إلى العاصمة، حيث كنا نأخذ نتنقل في سيارة بسيطة جدا، لأنه كان من الضروري أن تكون " الجمهورية" في البريد المركزي في حدود الثامنة صباحا، وقد كان الإقبال عليها خياليا، بدليل التهافت الكبير على اقتنائها من مكتبنا هناك الذي كان فيه بلبشير عبد الكريم". يقول قوميدي مهدي: " جريدة "" كانت الأولى في الجزائر قبل "الشعب" والمجاهد والنصر فيما يخص la photo composition ، وكل يتعلق بالتقنيات الأخرى، وأنا كنت أُسيّر كل هذا، وبإصرار كبير قدّمنا جريدة ملونة في الجزائر، وقمنا سنة 1970بطبع الصفحة الأولى والثانية والثالثة والرابعة بالألوان، وتكفلنا نحن كعمال بكل الأمور، وقبلها ذهبت إلى مارسيليا من أجل اختيار الألوان وإحضارها"، وفي الأخير، كشف السيد مهدي قوميدي أنه يتمنى أن يتحول مقر جريدة الجمهورية إلى متحف، فهي مدرسة وصرح إعلامي عريق، كما وجه رسالة إلى أبناء اليومية قائلا: "الجمهورية " ليست فقط مصدر لكسب القوت، اعتبروها أيضا منارة للثقافة والتعلم، فهي جريدة توعوية هادفة".

يرجى كتابة : تعليقك