لا تزال أحياء عدل بمدينة الشهيد أحمد زبانة بمسرغين التي تضم أزيد من 40 ألف ساكن تعاني من عدة نقائص خدماتية ومرافق عمومية نغصت على المواطنين حياتهم وأرهقت كاهلهم رغم رفعهم لجملة من الانشغالات للمسؤولين ،لاسيما قضية تسيير خزانات المياه داخل القطب العمراني وما تسببه من انقطاعات وتذبذب في التوزيع و بالأخص حرمان المقيمين في المواقع الجنوبية و المتواجدين في الطوابق العلوية من المياه والتي من المفروض أن تصل إلى جميع المواقع خلال أيام التوزيع المبرمجة يوم كل ثلاثة أيام.
وحسب المتضررين من سكان أحياء القطب العمراني الشهيد أحمد زبانة بوهران فإن ازمة المياه داخل هذا المجمع تحولت في المدة الأخيرة إلى معضلة حقيقية بسبب تعطل مضخات المياه إلى الطوابق العليا مما تسبب في حرمانهم من التزود لفترة تتجاوز 10أيام وتصل في بعض الأحيان إلى قرابة 20 يوما مما ألزم الامر تكفلهم بتصليح المضخات المعطلة بمساعدة مصالح شركة سيور
غير أن كل هذه المحاولات ليست كافية أمام مشكل ضعف التموين حيث أصبحت فترة التزود بالنسبة لسكان الطوابق العلوية لا تتجاوز ساعة واحدة أو ساعتين في اليوم مع وصول كميات قليلة من المياه إلى حنفياتهم لا تكف لملء خزاناتهم ما جعل السكان يعانون في كل مرة مع براميل المياه التي يعبئونها وينقلونها إلى الطوابق العليا أمام التزامهم بتسديد الفواتير . و حسبما علمناه من تصريحات ممثلي لجان الأحياء فإن المشكل لم يعد يقتصر على موقع الأطلس فقط وإنما مس تجزئات أخرى لازالت تعاني من الحرمان خلال أيام التزود على غرار تجزئات (E,D,B) ونفس الوضع بحي 3000سكن البيرق الذي يضم 120 عمارة منها أبراج ذات 9 طوابق وهي الأكثر تضررا من ضعف التزود بالمياه لاسيما مع اقتراب حلول موسم الصيف حيث يتكرر مشكل الأعطاب نتيجة توقف محطة الضخ على مستوى الخزان المائي الذي يمون هذه المنطقة.
نفس الإشكال مطروح في بقية المواقع الجنوبية التي لا يتم تموينها عبر الشبكة مما يتطلب استغلال الخزانات لتحسين مردود المياه ،لكن رغم التعليمات الصارمة التي وجهها والي وهران للمسؤولين المحليين في اجتماعه بالمكتب التنفيذي بخصوص التكفل بمشكل التموين بالمياه الصالحة للشرب على مستوى مدينة الشهيد أحمد زبانة إلا أنها لم تجسد على أرض الواقع حسبما أكده ممثلو هذه الأحياء التي يعاني سكانها من مشكل تذبذب التوزيع منذ أربع. وأضافوا أن شركة "جاست إيمو" التي كانت مكلفة بمهام تسيير هذه الخزانات لم تقم بتصليح الأعطاب على مستوى المضخات وهذا بعد صدور الحكم القضائي الخاص بإلغاء الأعباء رغم أن هذا القرار لم يشمل الجميع.
*سيور تلتزم بملء الخزانات كل 3 أيام
وبخصوص رد شركة سيور حول هذه القضية فقد أكدت أن من صلاحياتها في الفترة الحالية التزامها بالتوزيع وملء الخزانات كل 3أيام كما أنها لا تملك مخططا خاصا بشبكة الربط لهذه الخزانات الذي لم يتم تسليمها من طرف وكالة عدل وعليه فإن احتياجات القطب العمراني أحمد زبانة من المياه حسب سيور تقدر بـ 60ألف متر مكعب يوميا والتي تضاف إلى حصة تموين الجهة الغربية من قناة التحويل تافنة المزودة بمياه شط الهلال حيث تصل حصة هذه الجهة إلى100الف متر مكعب يوميا حيث اضيف إلى مستوى هذا الانتاج اليومي احتياجات قطب زيانة من هذه المادة والمقدرة ب60الف متر مكعب لتموين حوالي 38ألف نسمة في حين ان الجهة الغربية تمون بـ93 الف متر مكعب يوميا إضافة إلى تموين منطقة الروشي إلى غاية حي اللوز ب11ألف متر مكعب يوميا دون احتساب متطلبات القطب العمراني أحمد زبانة من المياه.
أما وكالة عدل فقد أوضحت لممثلي الأحياء أن عملية تسليم الخزانات ومخطط الشبكات لشركة سيور ستتم بعد الانتهاء من بقية المشاريع وتسليم سكنات الحصة الأخيرة من البرنامج التكميلي عدل2 إلى جانب إنجاز مشروع البرج المائي الذي خصصت له ميزانية تقدر ب30 مليار سنتيم والذي سيسمح بتحسين نظام الضغط لضخ المياه إلى المواقع التي تضم أبراجا سكنية عالية وهو ما أكده أمس للجمهورية النائب بن شريف منور الذي طرح هذا الإشكال على السلطات العليا وقد قدم ملفا كاملا للوزير الأول حول الوضعية الحالية لقطب زبانة وبالأخص وجه سؤولا كتابيا بخصوص إشكالية تسيير خزانات المياه المهملة بقطب زبانة بمسرغين منذ دخولها حيز الخدمة حيث لا يزال هذا الانشغال مطروحا لحد الساعة.
*اقتراح إبرام اتفاقية بين عدل وسيور لاستغلال الخزانات
وبحسب محدثنا فإنه تلقى ردا من وزير الري بخصوص الإجراءات المتخذة لحل هذا المشكل حيث تم اقتراح إبرام اتفاقية جديدة للتوقيع بين شركة سيور مع مصالح وكالة عدل بغية تسيير و استغلال الأجزاء المشتركة و شبكات توزيع المياه الصالحة للشرب بالقطب العمراني على أن تتكفل سيور بصيانة أكثر من 793000 متر طولي من الشبكات وتسيير 14 خزانا مائيا مزودا بـ 42 مضخة وحاليا الاجراءات جارية بين مؤسسة سيور و وكالة عدل بغية دراسة و اتمام هذه الاتفاقية ولتجسيدها على أرض الواقع. و قامت شركة سيور بخرجات ميدانية بمدينة الشهيد أحمد زبانة بحضور جميع المصالح المعنية لتسجيل جميع النقائص والتحفظات.