بين النشاط والحيوية بمجمعات سكنية عديدة بشرق المدينة وبين الهدوء والتقاعس بأحياء الوسط والغرب تصنع أجواء العيد في اليوم الثالث على التوالي يوميات سكان وهران وتتباين معطياتها من محطة لأخرى لتبرز فيها خيارها و تكشف فيها وجهتها التي حددتها للاستمتاع بأخر يوم من العطلة قبل الالتحاق بالحياة المهنية .
من شوارع الياسمين والصباح والسلام بدأت الحركة منذ صبيحة الثلاثاء اليوم الثالث من عيد الأضحى المبارك وانطلقت عملية التموين بالمواد الغذائية وأكياس الحليب المدعم والخبز كالعادة، احتراما لنظام المناوبة وفتحت بالمقابل محلات بيع الخضر والفواكه بعد عطلة لم تدم سوى يوما واحدا لضمان استمرارية الخدمة العمومية وعززها بالمقابل نشاط حافلات النقل الحضري التي غابت لمدة يومين وعلّقت عملها بالمسارات الرابطة بين هذه النقاط ووسط المدينة .
جولة الجمهورية أولاين لم تقتصر على التوسعات الجديدة التي اعتادت على الحركية في المناسبات والمواسم، وفضلت أن توجه عدستها في هذه المناسبة نحو المدينة القديمة، الحي العتيق سيدي الهواري الذي بدأ يستأنف نبضاته المتباطئة تدريجيا وارتأت أن تجوب شوارعه الرئيسية بداية من خديم مصطفى و ساحة لاريببليك سابقا وباب كنستيل ، فباستثناء المقاهي التي فتحت أبوابها لاستقبال زبائنها لم يرق الحي إلى درجة الانتعاش المألوف والشلل المروري الذي يكبث أنفاس كل الوافدين منذ الصبيحة .
وغير بعيد عن الحي ومن ساحة سونلغاز بواجهة البحر ميّز الهدوء المكان وعُلقت جانبا صور الطوابير أمام محطة طاكسيات وحافلات النقل شبه الحضري الناشطة بين وسط وهران و دائرة عين الترك وغاب الركاب عن الساحة، و تنقلت السيارات النفعية بكل أريحية في "فراندامار" نحو اتجاهات مختلفة أمام قلة الوافدين والتراجع الكبير في حركة السير بالمدينة .
ولم تنس خرجة الجمهورية اولاين المنظمة تزامنا مع اليوم الثالث لعيد الأضحى المبارك الشارع الرئيسي للباهية الشهيد العربي بن مهيدي المعروف بهمّته في سائر أيام الأسبوع ونشاطه التجاري المألوف واكتفى ببعض المحلات التي باشرت عملها و فضل أن ينعم بوقت من الراحة ويقدم فاصلا لمدة 3 أيام لسوق الاوراس العتيق "لاباستي" سابقا بطلب من تجار الخضر والفواكه الناشطين بذات الفضاء ، حفاظا على نكهة العيد ولمّة العائلة في مناسبة تتكرر مرة واحدة في السنة .