احتضن الجمعة مضمار "عين تغات" ببلدية الرباحية بسعيدة المسابقة الولائية للفروسية بمشاركة 12 جمعية ،حيث تنافس هؤلاء من خلال سباق الخيول الأصيلة، والفائز بأحسن" علفة " سيمثل ولاية سعيدة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي ستحتضنها مدينة وهران خلال جوان المقبل، وقد انطلق السباق من خط واحد ومحدد على إيقاع طلقات البارود، تحت إشراف لجنة مكونة من حكام من خارج الولاية .
تُعرف ولاية سعيدة بتربية الخيل والاهتمام بالفروسية والفنطازيا، فالزائر أينما حلّ بمدينة العقبان إلا ووجد الخيل والخيالة، خصوصا أنه يوجد بالمنطقة أكثر من 53 جمعية منتشرة عبر مختلف دوائر الولاية، تضم شبابا في مُقتبل العمر يعشقون الفروسية وركوب الخيل،وغالبيتهم ورثُوها عن أجدادهم وآبائهم، ولا يريدون التفريط فيها، ففي كل بيت تجد فرسا، فمنهم من يعشق" الدغمة"، ومنهم من يعشق "السلالة العربية"، ومنهم من يعشق "السلالة البربرية" وكل منطقة وقبيلة معروفة بخيلها، ..هناك علفة "الجعافرة "و"أولاد البوعناني"، وعلفة" الوهايبة" وعلفة" العماير"، "الخلايفة"، "ابن مطهر"، "الكرارمة" ، " الحساسنة"، وعلفة أولاد سيدي خلف الله وغيرها من العلفات.
وبدورها تتزين الأعراس وحفلات الختان بولاية سعيدة بلوحات الفنطازيا واستعراضات الفروسية والخيالة والبارود، فكل "علفة " تضم ما بين11 و 16 فارسا، كما أن الخيل قد تغنى به العديد من الشعراء ومغنو البدوي منها " يا عودي واش بيك راك لا هاني، منين بغيت تريح وريم في عقابك تسدي وتقاني"، لتبقى الفروسية تراثا لا يندثرُ مادام هناك أجيال تتسابق وتعشق الخيل حتى النخاع.