عرفت مدينة وهران في الآونة الأخيرة العديد من عمليات تدعيم وتجديد البنية التحتية في مجال النقل بما يسمح بتعزيز مكانتها كحاضرة متوسطية ومواكبة الحركية الاقتصادية التي تسجلها.
وتحسبا للطبعة ال 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط المقررة بعاصمة الغرب
الجزائري من 25 يونيو الحالي إلى 6 يوليو القادم, استفادت هياكل النقل من
أغلفة مالية هامة لمباشرة أشغال إنجاز وتجديد وتعزيز مختلف البنى التحتية على
غرار المطار الدولي "أحمد بن بلة" والمؤسسة المينائية .
ولعل من أهم المشاريع التي عززت قطاع النقل المحطة الجوية الجديدة لمطار
وهران الدولي "أحمد بن بلة" والتي ستكون بوابة الجزائر للألعاب المتوسطية على
اعتبار أنها ستستقبل غالبية الوفود والرياضيين المشاركين في هذه التظاهرة
الرياضية الدولية.
وأبرز المدير الولائي للنقل, الطاهر حقاص, في تصريح لوأج, أن هذه المحطة
الجديدة تحفة هندسية معمارية بامتياز تجمع بين الطابع الإسلامي والطابع
المعماري الحديث فضلا عن كونها تستجيب للمقاييس الدولية المعمول بها.
وتقدر طاقة معالجة هذه المحطة الجوية الجديدة التي تكفلت بانجازها مؤسسة
كوسيدار ب 5ر3 مليون مسافر سنويا قابلة للتوسعة إلى 6 ملايين مسافر سنويا. كما
تتضمن منطقة الشحن طبقا للمعايير الدولية المعمول بها تتربع على مساحة 4 ألاف متر مربع.
وتعمل الإنارة بداخل هذا المرفق الحيوي بواسطة الطاقة الشمسية ليصبح بذلك أول مطار على المستوى الإفريقي يعتمد هذه التقنية الجديدة حيث تم وضع على مستوى السقف 4.550 لوحة شمسية ذات نوعية عالية على مساحة 14.500 متر مربع مما سيسمح باسترجاع 25 بالمائة من الطاقة التي ستمون مطار وهران الدولي، مثلما أشير
إليه.
وقد تم الانتهاء من التجارب التقنية للمحطة الجوية الجديدة للمطار الدولي
"أحمد بن بلة" لوهران والتي شملت 31 حصة على غرار الممرات التلسكوبية الخاصة
بعبور المسافرين الى الطائرة والمصاعد الآلية وأجهزة التكييف والمضخات والصوت
و الإنارة الداخلية والخارجية وأشرطة الحقائب وغيرها.
وتتوفر المحطة أيضا على حظيرة للسيارات من ثلاثة طوابق تتسع ل 1.200 مركبة و كذا حظيرة خارجية أخرى بطاقة استيعاب مماثلة.
وبخصوص المحطة البحرية للمسافرين بميناء وهران، أبرز السيد حقاص بأنها جاهزة لاستقبال الوفود والزوار بمناسبة الألعاب المتوسطية, مشيرا الى أن عمليات
التزيين جارية وتوشك على نهايتها.
وأضاف بأن العمل جار على مستوى ذات المؤسسة المينائية لإخلاء رصيف من قوارب النزهة والصيد المتوقفة عن النشاط تحسبا لاستقبال السفن في إطار الألعاب البحر الأبيض المتوسط ليضاف إلى الأرصفة الأخرى مع العلم أن الميناء يتوفر على 13
رصيفا منها ما هو مخصص لرسو السفن نقل المسافرين وأخرى للبضائع.
كما تم على مستوى نفس الميناء استلام مشروع توسعة نهائي الحاويات الذي سيسمح فور دخوله حيز الاستغلال يونيو الجاري بإضفاء دينامكية أكبر في
حركة تصدير وإستيراد البضائع وتحسين نوعية الخدمات المقدمة.
وقد تم وضع هذه المنشأة تحت تصرف المؤسسة المينائية لوهران في انتظار اقتناء التجهيزات والمتمثلة في آليتين لتفريغ الحاويات من البواخر و7 آليات أخرى لشحن وتحويل الحاويات من الرصيف إلى نهائي الحاويات مما سيعطي حركية كبيرة
وديناميكية جديدة من شأنها المساهمة في تطوير وتنمية نشاط المؤسسة.
ومع استلام هذا المشروع "المهم" سيتم في مرحلة أولى معالجة 500 ألف حاوية
سنويا على أن ترتفع تدريجيا إلى 1 مليون حاوية سنويا في غضون السنوات المقبلة,
حسبما أعلن نفس المسؤول، مبرزا أن هذا الميناء سيستقبل بواخر ذات الحجم الكبير
من نوع (بنامكس) ذات حمولة تتراوح ما بين 4 آلاف إلى 8 ألاف حاوية.
وبالإضافة إلى هذا المشروع، فالأشغال جارية بشأن إنجاز مشروع الطريق المزدوج
الذي يربط ميناء وهران بالطريق السيار شرق-غرب الممتد على مسافة 26 كم حيث
يتوقع استلام شهر يونيو الجاري الشطر الأول منه على مسافة 8 كم وذلك قبيل
انطلاق الطبعة ال 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط.
وأشار مدير النقل الى أنه باستلام هذا الشطر الذي يؤدي إلى الطريقين
الاجتنابيين رقم 4 و5 سيتم إضفاء سيولة أكبر لحركة الشاحنات التي تقصد الميناء
عبر الطريق القديم والتي تقدر حاليا ب 1.500 شاحنة يوميا على أن ترتفع إلى 3
ألاف شاحنة مع دخول مشروع توسعة نهائي الحاويات لميناء وهران حيز الخدمة.
ويشمل الشطر الأول من المشروع على ثلاثة أروقة في كل اتجاه مع العلم أن
المشروع عرف تأخرا بسبب الأرضية الصعبة والمحاذية للبحر إلى جانب
مشاكل تقنية كانزلاق التربة وغيرها والتي تم التكفل بها نهائيا, وفق مديرية الأشغال
العمومية.
للتذكير فقد استفاد المشروع مؤخرا من مبلغ 14 مليار دج لإتمام أشغال
الطريق المزدوج واستكمال الأشغال بصفة نهائية مما ساهم بشكل كبير في دفع وتيرة
الانجاز لتسليمه في أجاله المحددة، كما أشير إليه.
وقد بلغت نسبة تقدم أشغال هذا المشروع الذي يتكفل بتجسيده مجمع جزائري-تركي (ماكيول) بتكلفة إجمالية قدرت ب 40 مليار دج أزيد من 92 بالمائة.