لا تصرخي ..
لا تنادينا فلسطين
لا تسألي أبدا أين الملايين..
استدعاء جمالي لأنشودة جوليا بطرس وما تحمله من دلالة شعرية وإيحاء ثوري ونبر يوقظ الوجدان من سباته .. يتحرر الشاعر إبراهيم قارعلي من هلامية الموقف، من خلال هذا الاستدعاء الشعري الثوري المترامي عبر العالم الإنساني المتلاطم.
أراد الشاعر إبراهيم قارعلي أن يحرك فينا جذوة الثورة على أعداء البشرية في غزة الباسلة .. فئة قليلة ..وفقها الله لترفع راية طوفان الأقصى ببسالة أدهشت العدو والصديق، وجعلت المحتل ومن معه من مسانديه وداعميه من الغربيين ومعهم أمريكا وبعض العرب مع الأسف ..
النص الشعري وثبة ثورية عميقة، تحتاج إلى تحليل مستفيض، تسقط البلاغة أمام الأرواح التي تسقط أمام التضحيات الجبارة التي يقدمها أهل غزة دفاعا عن حرمتهم وعن دينهم وعن أمتهم، لكن حيلتهم تظل بحاجة إلى من يمدّ لهم يده ببسالة وروية وإرادة أهل فلسطين ..أهل غزة تخونهم قرارات الحبر والورق، وتكسر جناحهم هذه القوى الماكرة اللعينة التي لا تؤمن بالقوانين التي وضعت على مقاس غلظتهم وجبروتهم وظلمهم ..
يسقط التاريخ ويرتفع الرشّاش، ليصنع من أرواح مجاهدي غزة تاريخ بدر بكل عنفوانها أحلى القصائد وألذها وأروعها، ويتبين الرشد من الغي، وتنكشف بعض الخيانات، ولا يبقى سوى هذا الغراب وهذه الشحارير ترسل زفراتها الحزينة وألحانها البكائية، هكذا يتفجر الإحساس الفلسطيني بهذا الظلم المفرط، وهذا التجاهل الخارق لحقوق الفلسطيني وهو يحمل في يده رشاشه البسيط، وهذه الحجارة التي يحملها الأطفال ليذودوا بها عن عرينهم غزة. كما يوجد توظيف قوي للمشاهد القرآنية التي تحفزنا على الجهاد، وتسبيل النفس للدفاع عن الإنسان والشجر والحجر والبساتين والزيتون وعن العروبة المنتهكة.
إن الجزائر وفلسطين روح واحدة مقدسة، والضياع سيأكل من أهل الخيانة عندما يتحول الاحتلال إلى مقبرة، ويتحول الخائنون إلى ذلة ومسكنة، وستكون حكمة الله هي الأرفع. وستكون جثاميننا أزهارا مقدسة، تسقى بدمائنا الزكية، وسيجمعنا باب فلسطين، مع عودة صلاح الدين الأيوبي من أجل تكرار حطين جديدة، وسيعود تاريخ المجد النوفمبري ليعانق السابع من تشرين ..يوم طوفان الأقصى .. قدرنا اليوم أن نبقى مرابطين في كل شبر من فلسطين ومن غزة بالذات ..وستكون دماء الشهداء الغالية .. هي مهر حياتنا في غزة الأبية ، نحن بعنا أرواحنا لله.
يؤكد الشاعر إبراهيم قارعلي.. كبرنا لله وبالله سننتصر على المحتلين وسنضرب الخائنين بيد من حديد ..نحن هذه الملايين الهادرة المساندة المؤازرة لفلسطين ولغزة .. .وسنصلي في تربتها وسنخلع نعالنا لأداء الصلاة فوق تربتها الطاهرة.