تمر اليوم الذكرى الـ 64 لاستشهاد الرائد عبد العالي بن بعطوش المدعو علاوة الذي توفي في الـ 3 من مارس سنة 1958 على خط موريس المكهرب لدى عودته من دولة تونس وعمره لا يتعدى الـ 29 سنة.
يعتبر الشهيد الرمز عبد العالي بن بعطوش واحدا من القادة الثوريين الشهداء الذين تركوا مقاعد الدراسة في الطب و التحقوا بصفوف جيش التحرير الوطني رفقة زميله الدكتور الأمين خان الجيجلي بعد مطاردتهما من قبل الاستدمار الفرنسي، حيث توجها مباشرة إلى مدينة قسنطينة مسافرين بالقطار قاصدين منطقة جبل الوحش، حيث كان بانتظارهم المسؤول بجيش التحرير في منطقة الشمال القسنطيني المرحوم المجاهد بوجريو سي مسعود، وسار بهما إلى مكتب الولاية الثانية، وهنا أسندت لهما مهمة التكفل بالجانب الصحي للمجاهدين بالولاية من قبل قائد الولاية الشهيد البطل زيغود يوسف حيث كان يقدم دروسا عملية في الاسعافات الأولية التي تلقاها في العاصمة. وبعد اخلاصه في العمل عرض عليه زيغود يوسف الانتقال من العمل الصحي الى العمل السياسي بصفته عسكريا، وقلد رتبة رائد في جيش التحرير الوطني. وانتقل بن بعطوش إلى مركز الولاية الثانية بالقل ليحضر اجتماع المنطقة الثانية في المكان المسمى "الشكايل"، والتقى بكل من علي كافي وعلي منجلي وصالح بوبنيدر.وفي شهر جوان كلف من قبل زيغود بإنشاء نصوص قانونية تنظم عمل اللجان والمجالس الشعبية في القاعدة التي أنشئت بديلا عن المجالس والقوانين الفرنسية الجائرة، فكان لزيغود ما أراد. وقبيل انعقاد مؤتمر الصومام، كلف زيغود يوسف الرائد عبد العالي بن بعطوش، بإعداد تقرير يعرض على القادة الستة في اجتماعهم المرتقب بتاريخ 20 أوت، فما كان على البطل الرمز إلا الشروع في اعداد المشروع الذي سيكون وسيوافق عليه القادة في لقائهم، فكان التقسيم الإداري للولايات التاريخية، والتنظيم العسكري لجيش التحرير الوطني الذي لازال ساريا إلى الآن، فضلا عن التنظيم السياسي الذي حدد أولوية السياسي على العسكري. وكان تربط الشهيد عبد العالي علاقة مع كل من عبان رمضان والعربي بن مهيدي والعقيد عميروش الذي كان احد المعترضين على البند الذي تحدث عن أولوية السياسي على العسكري، غير أن عبد العالي استطاع بعد جهد مضنٍ دام ليلة كاملة، اقناع العقيد عميروش، وبعض القادة الذين اعترضوا على أولوية السياسي على العسكري، ليستشهد على خط موريس المكهرب لدى عودته من مهمة من تونس .