أكدت الأمم المتحدة التزامها بدعم المجتمعات التي شردها العدوان الصهيوني في لبنان والتي بدأت بالفعل بالعودة إلى ديارها مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ بتيسير من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) وبدعم من لجنة مراقبة دولية.
وذكرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين, في بيان نشرته أمس الأربعاء, "فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ, بدأ سكان جنوب لبنان والضواحي الجنوبية لبيروت عودتهم لديارهم بعد أشهر من النزوح القسري, وتم ملاحظة كثافة
مرورية على الطريق السريع من بيروت إلى الجنوب منذ الساعات الأولى من الصباح".
وقالت مفوضية شؤون اللاجئين أنه مع انخفاض درجات الحرارة, سلمت 11 شاحنة تابعة للوكالة إمدادات طارئة إلى 3100 شخص في مدينة بعلبك الشرقية.
وأضافت: "سنواصل العمل بشكل وثيق مع السلطات المحلية لتقديم المساعدات الملحة للمتضررين لمساعدتهم على البقاء دافئين و آمنين هذا الشتاء, وسنستمر في تقديم المساعدة الأساسية بينما يعيد النازحون بناء حياتهم بعد معاناتهم من الكثير من الخسائر والدمار".
وفي إطار دعم الأمين العام للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريش, لاتفاق وقف إطلاق النار, سلطت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف), كاثرين راسل, الضوء على الاضطرابات والخسائر التي عانى منها عدد لا يحصى من المدنيين في مختلف أنحاء لبنان, وقالت: "يجب أن يبدأ العمل العاجل الآن لضمان استدامة هذا السلام, ويجب أن يتمكن الأطفال والأسر من العودة إلى مجتمعاتهم بأمان, و أن تظل حماية الأطفال و أسرهم في صميم كل الجهود الرامية إلى استقرار الوضع ودعم التعافي".
و أكدت راسل ضرورة ضمان الوصول الآمن وغير المقيد للعاملين في المجال الإنساني, لتقديم المساعدات والخدمات المنقذة للحياة, وخاصة في جنوب لبنان.
وذكرت أن "وقف إطلاق النار فرصة ليس فقط لإنهاء العنف ولكن لرسم مسار إلى الأمام يعطي الأولوية لسلامة ورفاهية الأطفال والأسر", ودعت جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها واحترام القانون الدولي والعمل مع المجتمع الدولي للحفاظ
على السلام وضمان مستقبل أكثر إشراقا للأطفال.
كما رحب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية, تيدروس أدهانوم غيبريسوس, بوقف إطلاق النار ودعا إلى تنفيذه الفوري, مؤكدا أن العدوان الصهيوني كان مدمرا بشكل خاص للنظام الصحي في لبنان.
ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فجر أمس الأربعاء في لبنان, بعد أكثر من عام من العدوان الصهيوني الوحشي على هذا البلد, والذي اسفر عن استشهاد قرابة 4000 لبناني وتهجير أكثر من 4ر1 مليون شخص.