وري الثرى بعد ظهر اليوم الثلاثاء بمقبرة "سيدي بن حوى" بمدينة مستغانم جثمان الفنان عبد القادر الخالدي الذي وافته المنية أمس الاثنين عن عمر ناهز 67 سنة.
وكان في تشييع جنازة الراحل إلى مثواه الأخير جمع غفير من الفنانين والشخصيات الثقافية الوطنية القادمة من عدة ولايات ومحبيه وأصدقائه وزملائه وأفراد عائلته.
وقال الأستاذ والباحث في الموسيقى الجزائرية والفنون الشعبية عبد القادر بن دعماش أن "الفنان الراحل كان من الطراز الكبير وقد عاش طيلة حياته مدافعا عن الشعر الملحون والكلمة الصادقة والملتزمة التي كان يعتبرها جزء من حياته اليومية ومساره الفني".
وأضاف أنه "منذ انطلاقته في منتصف الثمانينات (1985) رسم الخالدي لنفسه طريقا خاصا حاول من خلاله تقريب الأغنية البدوية التقليدية من الجيل الجديد بفضل الأسلوب الذي عرف به واشتهر به أيضا محافظا على الرسالة التي يؤديها الشعر الملحون ومتناغما مع التغيرات التي طرأت على المجتمع".
وقال المدير الولائي للثقافة والفنون محمد مرواني أن "الساحة الفنية الوطنية والمحلية فقدت برحيل الفنان عبد القادر الخالدي أحد أعمدة الأغنية البدوية الأصيلة الذين كان لهم باع طويل في الحفاظ على التراث الوطني".
ويحظى الفقيد -وفقا لذات المتحدث- بمكانة فنية واجتماعية خاصة لدى العائلة الجزائرية التي لطالما عرفته منافحا عن القيم الجزائرية بمختلف أبعادها مازجا بين الأصالة والمعاصرة ومعبرا بصدق عن الفنان المثقف والواعي بقضايا مجتمعه وبدوره ورسالته الفنية.
وعرف الراحل وهو من مواليد 1 أغسطس 1957 بمعسكر بأدائه للطابع البدوي الأصيل وحتى العصري وكذا للطابع الوهراني وبحفظه لعدد كبير من قصائد الملحون الجزائري ولاسيما قصائد فحول الشعراء من أمثال عبد القادر الخالدي ومصطفى بن إبراهيم وبن مسايب وبن سهلة.
وإلى جانب أداء الأغنية كان للفقيد مشاركات في عدة إنتاجات للتلفزيون الجزائري كمؤدي وممثل على غرار الدور الرئيسي في فيلم تلفزيوني تناول سيرة الشيخ حمادة.
وتمكن الراحل من ترك بصمته على الساحة الفنية الوطنية وخاصة من خلال أغانيه الوطنية والاجتماعية التي لا تزال في الذاكرة الثقافية ومن بينها "الجزائر زينة البلدان" و"أنت خويا وأنا خوك" و"يا ما يا بويا" و"بويا كي راني" و"الرومية" و"يا لميمة" و"بختة" و"وفيت الزين" وغيرها.