اختتمت الطبعة ال17 للتظاهرة الفنية "أندلسيات الجزائر"، سهرة اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة، بحفل فني أندلسي نشطته جمعيتا "المقام" من قسنطينة و"الجزائرية الموصلية" من العاصمة، مع تكريم عدد من قامات الموسيقى الأندلسية.
وكانت الفقرة الأولى من هذا الحفل، الذي استمر لحوالي الساعتين وحضره جمهور كبير من محبي الأندلسي، مع جمعية "المقام" التي قدمت سلسلة قادريات في طبع الحسين وسلسلة قادريات في طبع الزيدان، والقادرية هي نوع من أنواع الشعر الملحون ذات أصل بدوي.
وتميز حضور"المقام" بتقديم قصيدة "صالح باي" الشهيرة "قالوا العرب قالوا" التي تعتبر من التراث الأندلسي ومن من أجمل أغاني المالوف القسنطيني، حيث كتبت في رثاء باي قسنطينة صالح باي، الذي حكم المدينة في أواخر القرن الثامن عشر وكان محبوبا جدا من القسنطينيين.
وتأسست الجمعية الثقافية والموسيقية "المقام" في 1995 وهي تعتبر من الجمعيات القسنطينية البارزة في فن المالوف، حيث تعمل على الحفاظ على هذا التراث الموسيقي الأندلسي الجزائري وتكوين الشباب في هذا المجال.
وشاركت الفرقة في العديد من التظاهرات الفنية داخل الجزائر وخارجها ونالت عدة جوائز في مسابقات ومهرجانات وطنية، كما أصدرت عدة ألبومات في المالوف والحوزي والزجل والمديح وغيره.
وكان الجمهور في الجزء الثاني من الحفل مع جمعية "الجزائرية الموصلية" التي قدمت نوبة "المجنبة" مفتتحة إياه بانقلاب زيدان "أحب قلبي" ثم مصدر مجنبة "معشوق من الغيد" فبطايحي "لو كان الملاح" ثم استخبار زيدان فدرج "قال لي ناصح من الناس" فانصراف "بت أشك" فانصراف ثاني "قم ترى الزهر" لتختتم الفرقة نوبتها بخلاص "يا ترى ان كان تود".
وتعتبر "الجزائرية الموصلية" أقدم جمعيات الموسيقى الأندلسية في الجزائر حيث تأسست في 1930 وهي في الأصل مزج بين جمعيتي "الجزائرية" التي تأسست في 1930 و"الموصلية" التي تأسست في 1932، وقد كان الجمع بينهما في الخمسينيات، وهي اليوم عبارة عن مدرسة فنية موسيقية متكاملة ومختصة أيضا في التكوين.
وتم من جهة أخرى خلال هذا الحفل تكريم الجمعيتين المشاركتين، كما تم تكريم عدد من قامات الموسيقى الأندلسية على غرار محمد خزناجي وسليمة معديني وزروق مقداد ويوسف أوزناجي وكمال بلخوجة وبشير مازوني، بحضور العديد من هته القامات.كما تم تكريم عدد آخر من فناني الأندلسي البارزين من الذين وافتهم المنية على غرار اسماعيل هني وحسان بن شوبان ومحمد بسطانجي وخير الدين بسطانجي وسيد أحمد سري.
وكانت الطبعة ال17 ل "أندلسيات الجزائر"، التي افتتحت فعالياتها في 19 مايو الماضي، قد عرفت مشاركة جمعيات موسيقى أندلسية من مختلف الولايات وبحضور عدة أصوات شابة. كما برمج المنظمون في إطار هذه التظاهرة، التي نظمت تحت شعار "نوبة المحروسة في عيد الجزائر"، محاضرة للفنان والباحث الموسيقي نور الدين سعودي.وكانت "أندلسيات الجزائر"، التي نظمتها مؤسسة "فنون وثقافة لولاية الجزائر"، بمثابة فرصة للجمهور العاصمي للاستمتاع بسهرات فنية راقية في الموسيقى الأندلسية.