في إطار الجهود الرامية إلى الحفاظ على الهوية الثقافية الجزائرية وتعزيز الإبداع المسرحي، احتضنت دار الثقافة زدور ابراهيم القاسم ندوة فكرية بعنوان توظيف التراث في المسرح الجزائري، شارك فيها نخبة من الأساتذة والباحثين المتخصصين في المسرح والثقافة. تناولت الندوة محاور متعددة حول دور المسرح في توثيق الموروث الشعبي، مقاومة الاستعمار ثقافيًا، ودوره في تشكيل وعي الأجيال الجديدة.
افتُتحت الندوة بمداخلة قدمها الدكتور لحسن تليداني تحت عنوان إسهامات المسرح الجزائري في الثورة التحريرية، حيث استعرض الدور الذي لعبه المسرح خلال فترة الاحتلال الفرنسي. وأشار تليداني إلى أن المسرح لم يكن مجرد أداة ترفيهية، بل كان سلاحًا ثقافيًا ساهم في توعية الشعب بالقضية الوطنية، ونقل معاناة الجزائريين في ظل الاحتلال. كما سلط الضوء على كيفية استغلال المسرح كوسيلة للتحريض ضد المستعمر ونقل رسائل مشفرة تخدم الثورة التحريرية.
ومن جهته، اشار الأستاذ بوزيان بن عاشور، الى المراحل التي مرت بها المسرح الجزائري والتوجهات الجديدة، حيث قدّم لمحة تاريخية عن تطور المسرح الجزائري منذ الاستقلال إلى اليوم، متحدثًا عن التحولات التي شهدها هذا الفن في ظل التطورات التكنولوجية والثقافية. وأشار إلى التحديات التي تواجه المسرح اليوم، خاصة في ظل تغير اهتمامات الجمهور وظهور أنماط جديدة من الفنون الترفيهية. كما دعا إلى ضرورة تحديث أساليب الطرح المسرحي مع الحفاظ على الجذور التراثية التي تميز هذا الفن عن غيره، مؤكدا ان المسرح الجزائري كان له دور فعال في الثورة فقد كان نسيق الحركة الوطنية فهو كان دائما يتكلم عن انشغالات مختلف طبقات بوجه الخصوص طبقة دانية.
.
وفي الاخير جاءت هذه الندوة لتبرز أهمية المسرح كأداة للحفاظ على التراث وتعزيز الهوية الوطنية، وأكدت على ضرورة استمرار العمل من أجل تطوير المسرح الجزائري، مع الحفاظ على جذوره الثقافية العريقة.
