تناول اليوم الباحث و الكاتب احمد بن سعادة ظاهرة الترويج لبعض الكتاب الجزائريين الذين، بحسبه، يخدمون أجندات ثقافية تتماشى مع "الاستعمار الجديد". يرى بن سعادة أن هؤلاء الكُتّاب يندمجون في منظومة أدبية غربية تعيد إنتاج الصور النمطية عن المجتمعات المستعمَرة سابقًا، وتتبنى سرديات استشراقية تعزز خطاب الهيمنة الثقافية.
يشير الباحث إلى أن الكاتب الخاضع للاستعمار الجديد يمكن التعرف عليه بسهولة، فهو يسعى لاسترضاء المؤسسات الغربية، ويتبنى أفكارًا رجعية تخدم التصورات السائدة في المجتمعات المستعمِرة سابقًا. كما أن هؤلاء الكتاب غالبًا ما يتم منحهم جوائز أدبية مرموقة ويتم تسويقهم على أنهم أصوات نقدية من داخل مجتمعاتهم، بينما في الواقع، هم يعيدون إنتاج خطاب يرسّخ الصورة النمطية عن أوطانهم.
وفي ذات السياق من المفاهيم التي يسلط عليها بن سعادة الضوء في كتابه، مصطلح مخبر من الأهالي، الذي يستخدمه لوصف الأشخاص الذين يتم اعتبارهم "خبراء" في قضايا ثقافية لمجرد أنهم ينتمون إلى خلفية معينة، رغم افتقارهم أحيانًا إلى التأهيل الحقيقي. ويرى أن هؤلاء يتم استغلالهم لإضفاء شرعية على السرديات الغربية حول مجتمعاتهم، مما يساهم في تقديم صورة مشوهة عن الواقع الثقافي والديني للمنطقة.
ومن جهته اكد بن سعادة ان كل من كمال داود وبوعلام صنصال يعتبران جدلية في الهوية والانتماء، ومنه ينتقد بن سعادة بشكل مباشر الكاتب كمال داود مشيرًا إلى تصريحاته التي أكد فيها أنه فرنسي أكثر من الفرنسيين بعد حصوله على الجنسية الفرنسية. كما يسلط الضوء على مواقف بوعلام صنصال، الذي عُرف بعدم تضامنه مع القضية الفلسطينية، وهو ما يعتبره الباحث "موقفًا مشجعًا على الهمجية".
موضفا ذات المتحدث ان هؤلاء الكتاب يحاولون ضمان النجاح في المشهد الأدبي العالمي، حتى وإن كان ذلك على حساب هويتهم الأصلية ولغتهم الأم.
في النهاية، وضع بن سعادة مجموعة من نتائج مؤكدا فيها ان كتابات الذين خضعوا للاستعمار الجديد هي عبارة عن مجموعة من الكليشيهات الاستشراقية والنماذج النمطية المبتذلة التي تعود جذورها الى الاستعمار و ايضا الكتاب الذين خضعوا للاستعمار الجديد هم مخبرون محليون.
