كانت ممارسة رياضة الفنون القتالية سابقاً حكراً على الذكور فقط، ومن النادر أن تجد المرأة، تمارس نشاطاً رياضياً في القاعات، فضلا عن ممارستها لفن من الفنون القتالية، إلا أن ومع مرور الوقت وبحكم ظروف كثيرة طرأت على مجتمعاتنا تغييرات جعلت المرأة تقتحم عالم الرياضة عموما، الفنون القتالية بصفة خاصة.
المدرّبة والحَكَمة الوطنية لرياضة "الكيك بوكسينغ" سعد شملول زينب واحدة من اللواتي أبدين جدارتهن باستحقاق من خلال ممارستها لهذا النوع من الرياضات، و تعتبر المدربة والحكمة الوطنية الوحيدة على مستوى الغرب الجزائري ، فقد مارست هذه الرياضة منذ أن كانت طفلة صغيرة حيث مارست "الكونغ فو" و"التايكواندو" والسباحة وركوب الخيل وكرة اليد وكرة السلة وغيرها من الرياضات، إلى أن اختارت أن تتخصص في "الكيك بوكسينغ" وبالفعل فقد شاركت في عدة مسابقات وتحصلت على المرتبة الأولى على مستوى ولاية وهران في البطولة الولائية، كما نالت الحزام الأسود في ذات الرياضة على المستويين الولائي والفدرالي، ثم واصلت المشوار باجتيازها لمسابقة التدريب والتحكيم أيضا، ونالت شهادة مدربة فدرالية لرياضة "الكيك بوكسينغ " بعد أن أجرت التكوين بالمدرسة العليا دالي براهيم، وبالنسبة للتحكيم فقد قامت بالتكوين على يد عجين حميدة رئيس الحكام بولاية وهران لتصبح بعدها حكمة ولائية ثم استزادت على يد خالد علال لتتحصل على شهادة حكمة وطنية،و تضيف زينب بأنها تطمح في المستقبل لتكون حكمة دولية، ولم تكتف بهذا بل واصلت في ممارسة الرياضة إلى أن حازت على المرتبة الأولى وطنيا تخصص دفاع عن النفس وتحصلت أيضا على الحزام الأسود.
ومما حفز المدربة زينب وشجعها حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن هو الدعم القوي الذي لقيته من المدربة قاسيمي سهيلة التي آمنت بقدراتها، و كذلك من أفراد عائلتها خاصة من الوالد والإخوة الذين ما فتئوا يدعمونها معنويا من أجل تحقيق ما يمكن تحقيقه من إنجازات وبطولات في مشوارها الرياضي، وبفضل هذا الدعم المعنوي تقول زينب أنها تتمكن من الموازنة بين حياتها الخاصة فهي متحصلة على شهادة ماستر تخصص الوراثة الجزئية و من ممارسة عملها كمدربة و كحَكَمَة أيضا و خاصة أنها لا تشعر بوجود أي صعوبات أو عراقيل تمنعها من تحقيق التوازن في حياتها كإمرأة رياضية، و على ذكر المرأة الرياضية بصفة عامة أشارت المدربة الفدرالية زينب أن ممارسة الرياضة لم تكن أبدا عائقا في مشوارها الدراسي كما يشاع عند الكثير وهو مفهوم خاطئ منتشر للأسف في مجتمعنا، كما تتمنى أن يدفع الأولياء بناتهن لممارسة رياضة الفنون القتالية بمختلف أنواعها، وأن يتفهموا بأن هذا النوع من الرياضات ليس حكراً على الذكور، و خاصة كونها تزرع فيهن الثقة بأنفسهن والانضباط في حياتهن وتقوي لديهن روح المنافسة ومواجهة التحديات.
