الدروس المحمدية:العلماء يحاضرون حول التصوف و أركانه و أعلامه

الدروس المحمدية:العلماء يحاضرون حول التصوف و أركانه و أعلامه
رمضانيات
تتواصل فعاليات الملتقى العلمي الدولي لسلسلة الدروس المحمدية التي تقام بزاوية الشيخ سيدي محمد بلقايد حيث حاضَرَ أمس السبت الأستاذ مراد معيزة من الجزائر حول موضوع "ضرورة الشيخ المربي في السير إلى الله تعالى " ،و الغايةِ من اتخاذه كمقصد أساسي من أجل معرفة الله تعالى، ثم عرض الأستاذ تعاريف الشيخ المربي المختلفة عند كبار القوم نذكر منها تعريف الشيخ أحمد زروق (الشيخ هو الدليل الصالح)، ليأتي بعدها تعريف السير إلى الله سبحانه فهو كما قال ابن عبّاد الرندي (السير هو قطع عقبات النفس و محو آثارها و دعاويها وغلبة أحكام طبيعتها و جبلتها حتى تطهر من ذلك و تحصل لها أهلية القرب من الله و تصل إلى سعادة لقائه). فالشيخ المربي هو المرشد إلى الله و الموصِلُ إليه قال تعالى "واتبع سبيل من أناب إلي"، و اتخاذه و إتباعه سُنّة شرعية بالسند المتصل إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم فهو المربي الأول لأول لسادتنا الصحابة رضي الله عنهم ؛و هو وسيلة الغاية منها تزكية النفس و تحقيق الركن الثالث من أركان الدين ألا وهو مقام الإحسان، فهو أي الشيخ العارف بخبايا النفوس و القلوب و المُؤهلُ لمعالجتها و تزكيتها، و يضيف الأستاذ بأن الميشخة لا تعني أبدا التسلط على الناس بل هي مظهر من مظاهر الوراثة النبوية من حيث الرأفة و الشفقة على عباد الله ،ثم ذكر المحاضر حاجة الأمة الإسلامية إلى التربية الروحية التي لا تتأتى إلا بصحبة شيوخ التربية الربانيين الذين يردون الأمة إلى كتاب الله وسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم و يشتغلون على نشر الخير بين الناس ، كما ألقى الدكتور محمد محمود أبو هاشم من مصر درسا موضوعه "ساداتنا أهل البيت في عيون مشايخ التربيةو السلوك"، إستُهل الدرس بذكر علم التصوف و تعريفه و ذكر أهميته ، ثم بين أن سادتنا أهل البيت هم أكثر الناس إلتزاما بسنة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ، كما ذكر المحاضر أن الزوايا كلها تقوم على أركان مهمة هي : الذكر و العلم و إطعام الطعام و الحب في الله ، ثم بين العلاقة بين هذه الأُسس و بين السادة أهل البيت الذين إجتمعت فيهم كلها ، قال سيدنا الحسين السبط رضي الله عنه "نحن أهل الذكر" ، يقصد أهل البيت ، فهم كما جاءت به الأخبار كانوا أصحاب مجاهدات كبيرة في الذكر و التبتل إلى الله تعالى ،كما أن المشايخ أصحاب الطرق الصوفية جُلهم من آل البيت، و أما الأصل الثاني و هو العلم ، فالزوايا يقول الدكتور تقوم على العلم و قد جمع أصحابها بين الذكر و والعلم ، ثم الركن الثالث و هو إطعام الطعام فقد كان سُنة معروفة لدى أهل البيت، ثم ذكر الركن الرابع و هو الحب في الله ، فالمشايخ جعلوا الأخوة في الله أكبر من الأخوة في النسب إستمدادا من عمل أهل بيت سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم. و أما الدرس الثالث فقد ألقاه الدكتور عيسى صديقي من الجزائر حول سيدنا الشيخ محمد بلقايد رحمه الله فذكر مولده و نسبه الذي ينتهي إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و نشأته، يقول الدكتور أنه نشأ في بيت العلم و الصلاح و التقوى و الكرم، و تلقى العلم على مشايخ كثر منهم الشيخ أبي عروق الأزهري و أبي ناصر وأحمد الخالدي، كما تميز الشيخ بذكائه الحاد و حبه للعلم و شغفه به و بالمطالعة فقد كانت له همة كبيرة في طلب العلم ، يحب العلماء و يشد الرحال إليهم شرقا وغربا فأجازهم و أجازوه ، فقد إلتقى بالمحدث عبد الحي الكتاني ، و الشيخ حسونة و الشيخ البوطي و الشيخ محمد متولي الشعرواي رحمهم الله.و أما سلوكه طريق القوم فسيدي محمد بلقايد أخذ الطريقة عن سيدي محمد الهبري إبن الشيخ الحاج محمد الهبري العزاوي رضي الله عنهم و جد في الذكر و اجتهد ، و جاهد في سبيل الله فأحيا الطريقة بالذكر ليلا و بالمذاكرة نهاراً،و من أبرز تلاميذه إمام الدعاة الشيخ متولي الشعراوي الدي أخذ عنه و اغترف من معينه فقال في قيصدته ؛ طوَفتُ في شرق البلاد و غربها - حتى وجدت بتلمسان مقاصدي واليوم آخذ نورها عن شيخنا - محي الطريق محمد بلقائِدِ و يضيف الدكتور كان سيدي محمد بلقايد رحمه الله عالما زاهدا متواضعا متأدباً يحب أهل العلم و أهل القرآن و يكرمهم و يحرص على حضور مجالسهم، أحيا الله به الطريقة بعد اندراسها إلى أن انتقل إلى جوار ربه سنة 1998 و دفن بتلمسان رضي الله عنه.

يرجى كتابة : تعليقك