رمضان يربينا و ينمينا

هل طاحت عليك ليلة القدر؟

هل طاحت عليك ليلة القدر؟
رمضانيات
هل طاحت عليك ليلة القدر؟ على اختلاف الروايات في تحديد ليل القدر بدقة تبقى فترة العشر الأواخر كلها بلياليها الوترية هي محل التركيز و التحري للظفر بها عملا بأحاديث النبي صلى الله عليه و سلم الذي أوصى بذلك. عندما كنت صغيرا كنا نظن ليلة القدر عبارة عن ظاهرة تشبه ما وقع لسندريلا أو علاء الدين.. فترى نورا أو ملكا يسألك ماذا تريد.؟.. و يحقق لك الأمنيات...تماما كما يفعل العفريت عندما يقول : "شبيك لبيك ، ما تطلبه بين يديك". و كانت تنتشر بيننا حكايات عن أشخاص حدث لهم ذلك فنظل نترقب أي حركة في تلك الليلة و نحرس تلك الأنوار القدسية مستحضرين قائمة من الطلبات. و كان السؤال في النهار هو : هل طاحت عليه ليلة القدر؟ هل من أحد طاحت عليه ؟ ماذا طلب يا ترى؟ ثم نتأسف لفواتها علينا و نعقد العزم على ترصدها رمضان القادم حتى لا تفوتنا ..و أعتقد أن هذا كان حال أعداد كبيرة من الناس، و ربما ما يزال. لما كبرنا فهمنا أخيرا أن الأمر مختلف عن ذلك تماما، بل كان تشويها قد يكون متعمدا أو بفعل التجهيل حيث تم الخلط بين حقيقة هذه الليلة وبين قصص ألف ليلة و ليلة و قصة ساندريلا و ما شابهها. و كانت بعض الأسر من الجيران تعمد إلى رسم حلقة من القطران على معصم اليد و خصوصا للأطفال حتى يبتعد عنهم الجن الذين ينطلقون ليلة السابع و العشرين تحديدا، بعدما كانوا محبوسين. و هي خرافة بالطبع تقابل و تتناقض مع ما قاله الله تعالى أن الملائكة هي التي تتنزل بكثرة حتى يمتلئ بهم كل مكان، و لا مكان لجن و لا شياطين في هذا المشهد إطلاقا. إنها ليلة فاضلة جعلها الله هدية لهذه الأمة يضاعف فيها الأجر على العمل الصالح بما يقابل الألف شهر. والليلة مخفية حتى يجتهد كل واحد بشكل أكثر و لا يتركز العمل على ليلة واحدة محددة و إنما يمتد على مدى شهر رمضان كله و خصوصا في الليالي الوترية من العشر الأواخر، و كلما اجتهد المرء في ليالي اكثر كلما زادت الفرصة في أن يصادف عمله الصالح ليلة القدر المباركة فينال الجائزة العظيمة و هي أجر ألف شهر أو ما يعادل أكثر من ثمانين سنة من العمل و التعبد. و في كل عام ، تتنزل الملائكة فتجدك تصلي او تذكر الله أو تتلو القرآن أو تساعد غيرك او ...فتدخل قائمة المستفيدين... و تمر الملائكة فتجد البعض نائما و البعض لاعبا و البعض عاصيا.. فيها لها من خسارة. لذا ينصح الحكماء أن تجتهد كل ليلة في العشر الأواخر بالقيام بأشياء بسيطة و لكن منتظمة: فتصلي على الأقل ركعتين قياما أو تهجدا، و تقدم صدقة و لو بسيطة كل ليلة ، و تقرأ ما تيسر من القرآن و لو صفحة ، و تذكر الله و تستغفر لبعض الوقت كل ليلة،و تكثر من الدعاء المأثور " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني". فمتى صادفت ليلة القدر نلت أجر ذلك ألف مرة. و ذلك هو الكنز الكبير يوم لا ينفع الناس مال و لا بنون. نفعنا الله و إياكم بالقرآن الكريم و جعلنا من الفائزين

يرجى كتابة : تعليقك