لعله يصنف من بين أقدم المواقع التجارية وأحد أعرق الأسواق اليومية الجوارية المتواجدة بقلب الباهية وهران. هو سوق " ميشلي" الذي يتربع على مساحة جد معتبرة. ويقع بالضبط بين نهج " طرابلس " و نهج " مارتين " بوسط المدينة. وهو مخصص لبيع الخضر والفواكه واللحوم بنوعيها والأسماك. ناهيك عن احتوائه على طابق تحت أرضي. مخصص لبيع و تسويق مختلف المنتوجات والاكسسوارات الرجالية والنسائية. بالإضافة إلى الملابس ومستلزمات النظافة الشخصية وغيرها من السلع. وبهدف تسليط الأضواء أكثر على هذا الموقع التجاري الاستراتيجي وتاريخيه العريق. تواصلت "الجمهورية" مع الدكتور والأستاذ الجامعي " محمد بلحاج " الذي أكد أن "سوق ميشلي" العريق يعد من بين أكبر الفضاءات التجارية بالولاية ويعود تاريخ بناءه إلى سنة 1931. علما أن الأرض التي شيد عليها كانت تابعة لمدرسة محمد بن عثمان الكبير ومقبرة "البايلك" بساحة خنق النطاح " قرقينطة حاليا " كما يضم "سوق ميشلي" حسب المتحدث التراث والأرشيف التاريخي المتواجد بمقر " جمعية الجغرافيا " و الذي كان يتردد عليه العديد من الأساتذة والباحثين لدراسة الأرشيف و التاريخ. هذا وقامت يومية الجمهورية بجولة استطلاعية بالسوق ، حيث لمسنا حركية تجارية نشطة وإقبالا معتبرا من لدن المتسوقين و الزوار. علما أنه يشهد نفس الوتيرة بشكل يومي ومتواصل. خاصة خلال أيام شهر رمضان المبارك. وفي هذا الصدد تواصلنا مع الشاب ( ع. عبد الرحمن ) والذي يملك محلا تجاريا داخل السوق. والذي أكد خلال حديثه أن "سوق ميشلي" يعد من بين أقدم وأهم الأسواق اليومية بالولاية ، وهو يضاهي في أهميته أسواق " سيدي بلال" و"الطحطاحة" و" الأوراس" و غيرها. كونها تعد من المواقع القديمة التي دأب سكان وهران و الولايات المجاورة و المغتربين على زيارته و التسوق منه . وأضاف المتحدث. أنه يعرض عدة منتجات. متمثلة في الملابس والأحذية و الأكسسوارات النسائية. بأسعار في متناول المواطن البسيط. و يعمل في هذا السوق منذ أزيد من 15 سنة ، و خلال تواجدنا بهذا الموقع التجاري. صادفنا السيدة ( ع. نبيلة ) القاطنة بحي "ميرامار" الشعبي. و التي أكدت خلال حديثها لليومية. أن "سوق ميشلي". أو " مرشي ميشلي" معروف عند الكبير قبل الصغير في ولاية وهران، و حتى الولايات المجاورة كون تاريخ نشأته يعود لأزيد من 70 سنة خلت. و يتميز بطرازه المعماري الفريد و هندسته الجميلة التي تستهوي الناظرين. ناهيك عن تربعه على مساحة جد معتبرة و يضم العشرات من المحلات التجارية و الاكشاك و المقاهي و الطاولات التي تعد مصدر رزق للشباب. خاصة و أن السوق يتوسط المدينة. و يقصده المئات من المتسوقين يوميا. و تمتد ساعات عمله إلى غاية الفترة الليلية. كما يضم جناحا كاملا مخصصا لعرض الخضر والفواكه الطازجة والأسماك واللحوم. ناهيك عن توفره على 3 أبواب رئيسية وطابق تحت أرضي عبارة عن " بازار تجاري " . هذا وقد نوه العديد من سكان المنطقة. خلال حديثهم لليومية أن السوق و برغم خضوعه لعمليات التنظيف والتطهير و تجديد الطلاء الخارجي للمبنى. إلا أنه بحاجة إلى عملية ترميم شاملة للحفاظ على طرازه المعماري الفريد من نوعه . كونه يعد من بين أهم المعالم التاريخية .
