تتمتع الجزائر بثراء وتنوع في العادات والتقاليد خاصة ما يتعلق بالمأكولات والحلويات التقليدية التي كانت تزين موائد وسهرات رمضان زمان الذي كان فيه للجدات أثر على حياتنا في يوميات الشهر الفضيل.
بينما كنا في سهرة عائلية أستمتعنا بالحديث عن عبق التراث الجزائري الأصيل التي يختلف من منطقة إلى أخرى والذي أعطى لكل جهة من جهات الوطن خصوصية وعنوان للهوية والتقاليد التي تحولت اليوم إلى حكايا تروى للأجيال.
في خضم الأحاديث الشيقة شد اهتمامي حكاية احدى المدعوات الى السهرة وهي سيدة في العقد الثالث من ولاية قسنطينة، تكلمت بحب وفخر عن عادات القسنطينات في المطبخ التي مع الأسف اختفت أغلبها وبرغم أنها ذات نكهة خاصة، من الإبداع والجمال، ولأول مرة أسمع عن حكاية "الجوزية" وهي احدى الحلويات التقليدية التي اشتهرت بها مدينة قسنطينة العريقة والتي عرفت شعبية كبيرة منذ زمن قديم.
"الجوزية" أو "الحلوى الملكية" و"السلطانة" كما يسميها القسنطينيون هي حلوى سكان مدينة الجسور المعلقة أبا عن جد وتعود في أصولها الى الحقبة العثمانية. كانت من أفخر حلويات السهرات الرمضانية، كما كانت تقدم كهدية للضيوف وفي المناسبات والدعوات.
قالت بنت قسنطينة أن "الجوزية" حافظت على وصفتها السرية و ورغم شهدتها لم توارثت صناعتها الا القلة القليلة من العائلات القسنطينية ، التي لا تزال تحافظ عليها. بالفعل هذه الحلوى الملكية العريقة تجاوزت اليوم حدود عاصمة الشرق وأصبحت من حلويات البريستيج التي تزين بها موائد سهرات رمضان
وعن سر وصفة "الجوزية" قالت ضيفتنا أن الإسم مشتق من ثمرة الجوز التي تشكل عنصراً أساسياً في صنعها وتزيينها، إضافة إلى العسل والبيض، تحدثت وهي تتذكر سهرات رمضان زمان مع الجدات والأقارب فكانت الجوزية تنافس الصامصة والبقلاوة في قعدات القسنطينيين.
