عندما يلتقي لون الصحراء الذهبي بلون البحر الأزرق …غرداية تحلّ ضيفًا على وهران في أسبوع ثقافي يحتفي بتراث الجزائر

عندما يلتقي لون الصحراء الذهبي بلون البحر الأزرق …غرداية تحلّ ضيفًا على وهران في أسبوع ثقافي يحتفي بتراث الجزائر
ثقافة
تلتقي الصحراء بالبحر، تتحدث الجزائر بلغتها الواحدة لغة الفن، والتاريخ، والروح في أجواء تفيض بالأصالة والعراقة، تحتضن ولاية وهران هذه الأيام تظاهرة ثقافية فريدة من نوعها، إذ تحلّ ولاية غرداية ضيف شرف على فعاليات الأسبوع الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية، ضمن مبادرة وطنية تُشرف عليها وزارة الثقافة والفنون لتعزيز التبادل الثقافي بين ولايات الوطن. ويأتي هذا الحدث الثقافي ليعكس لوحة فنية رمزية، حيث يلتقي لون الصحراء الذهبي، الدافئ والعميق، مع زرقة البحر المتوسط في وهران، المدينة التي لطالما كانت معبرًا للتنوع والتسامح الثقافي. منذ انطلاق التظاهرة، عاشت وهران على وقع أنغام الجنوب، حيث امتلأت أروقة المعارض بعبق الجلد والفضة والنحاس، وروائح الكسكس والمأكولات التقليدية الغرداوية. توافد الزوار من كل الأعمار على الأجنحة، التي ضمّت عروضًا للصناعات التقليدية، وأزياء ميزابية، ومنحوتات خشبية، ولوحات تشكيلية تعكس روح وعبقرية الجنوب الجزائري. في تصريح غولاب منصور مريم رئيسة مصلحة نشاطات الثقافية بمديرية الثقافة والفنون لولاية غرداية، أكدت أن “الطبعة الحالية مميزة بكل المقاييس، سواء من حيث التنظيم أو الإقبال الجماهيري”، مشيرة إلى “مشاركة أسماء فنية بارزة، من بينهم فنانين تشكيليين ذوي شهرة وطنية ودولية كالفنان عدنان، بالإضافة إلى شعراء أبدعوا في تقديم نصوص بالفصحى والشعبي، مستوحاة من الذاكرة الجمعية”. كما تشارك حوالي ستة جمعيات تراثية متخصصة في التحف الفنية والموروث اللامادي، ما أعطى للتظاهرة عمقًا ثقافيًا ومعرفيًا، يعكس تمسك أبناء الجنوب بجذورهم وتاريخهم. ولفتت المتحدثة إلى أن هذا الحدث يشكّل نموذجًا ناجحًا في إطار سياسة التكامل المناخي والثقافي بين الشمال والجنوب، إذ تنتقل الفعاليات إلى ولايات الشمال خلال الصيف، بينما تنتقل الأنشطة الشمالية إلى الجنوب خلال الشتاء، في توازن ذكي يراعي الطبيعة والإنسان. وأكدت المتحدثة على أهمية أن يحمل كل أسبوع ثقافي شعارًا يُجسّد روحه ويمنحه هوية واضحة، لا نريد مجرد عروض ترفيهية، بل نطمح إلى بناء سردية ثقافية متجذّرة، تُظهر الصورة الصحيحة وغير المُشوّهة لتراثنا الوطني.” وفي الأخير تبقى هذه التظاهرات أكثر من مجرد مواعيد فنية إنها دعوة مفتوحة للحوار الثقافي بين المناطق، ولترسيخ قيم الانتماء المشترك في قلوب الأجيال الجديدة.

يرجى كتابة : تعليقك