تعيش القرية الرياضية بمدينة سطيف أجواءً استثنائية مع انطلاق فعاليات الطبعة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية 2025، حيث بدأت الوفود المشاركة من مختلف الدول الإفريقية في التوافد وسط ترحاب كبير وتنظيم محكم يعكس جاهزية الجزائر لاحتضان مثل هذه التظاهرات القارية الكبرى. وتحولت القرية إلى فضاء نابض بالحياة والحركة، يجمع أبناء القارة في أجواء تسودها الأخوة، الحماس وروح التنافس النزيه، لتقدم الجزائر مرة أخرى صورة مشرفة عن قدراتها التنظيمية وحسن ضيافتها.
وتعد هذه التظاهرة الرياضية المدرسية حدثًا غير مسبوق على المستوى القاري، حيث تلتقي فيه الطاقات الشابة القادمة من مدارس القارة الإفريقية تحت سقف واحد، للمشاركة في منافسات رياضية متنوّعة، وتبادل التجارب الثقافية والانفتاح على الآخر، في وقت يشهد فيه العالم الحاجة الملحة إلى مثل هذه المبادرات التي تعزز روابط التضامن والتعاون بين الشعوب. وفي قلب هذه الديناميكية، برزت القرية الرياضية بسطيف كنقطة محورية، بفضل تجهيزاتها العصرية ومرافقها المتكاملة التي توفر راحة تامة للرياضيين والمدربين والمرافقين على حد سواء.
وتجسد الأجواء العامة داخل القرية التلاحم الإفريقي في أبهى صوره، حيث باتت الساحات ومرافق التدريب ومطاعم الإقامة فضاءات للتعارف والتقارب بين أبناء القارة، بما يؤكد أن الرياضة المدرسية ليست فقط منافسة في الميدان، بل هي أيضًا وسيلة فعالة لبناء جسور المحبة والوحدة بين الأجيال الصاعدة. كما أبدت العديد من الوفود انبهارها بحسن الاستقبال وجودة التنظيم وكرم الضيافة، معتبرة أن الجزائر تؤكد من خلال هذا الحدث ريادتها في تنظيم الفعاليات القارية وتكريس القيم الرياضية والإنسانية.
ولا شك أن هذه الأيام التي يعيشها المشاركون في سطيف ستبقى محفورة في ذاكرتهم، لما تحمله من دروس في التعايش، وقيم في الروح الرياضية، وتجربة فريدة في بيئة آمنة ومريحة. وهكذا تتحول القرية الرياضية من مجرد موقع للإقامة إلى فضاء جامع لصناعة ذكريات جميلة ولقاءات نوعية، ستؤثر حتمًا في مسار هؤلاء الرياضيين وتفتح لهم آفاقًا جديدة في مسيرتهم، سواء في الرياضة أو الحياة.
