طاقات شابة في مقتبل العمر كلها حيوية ونشاط تسهر على التواصل المستمر بين الوفود الرياضية وهياكل التنظيم و قدرات متخصصة في الترجمة تجيد وبطلاقة عدة لغات أجنبية تعمل على توفير الجو المناسب للمنافسين الوافدين من 26 دولة مشاركة ولضيوف طبعة وهران من صحفيين ومرافقين بدون انقطاع.
ومتطوعون حاضرون بقوة في كل مواقع المنافسات والقرية المتوسطية وكذا المركز الرئيسي للصحافة يعملون بدراية واندفاع منذ انطلاق الحدث الدولي لتجاوز عقبة اللغة والتواصل وخلق نوع من الانسجام بين المدينة المضيافة و بين زوارها الأجانب ، جندتهم لجنة تنظيم الألعاب المتوسطة خصيصا لتفادي فشل التحاور والتواصل مع البعثات الدولية سواء أثناء المنافسات أو أثناء إقامتهم بالمدينة المتوسطية .
الحديث عن متطوعين الشباب ، يدفعنا للحديث عن الفئة التي تتقن اللغات الاحنبية وتتحدثها بطلاقة وعن علاقتها اليومية مع الأجانب بجنسياتهم المختلفة ولغاتهم المتنوعة ، هذه الفئة التي لم نسلط عليها الضوء في أعدادنا السابقة ، رغم أنها تمثل الجسر الرابط بين طرفين مختلفين في الثقافة والأفكار وأسلوب الحياة .
إيناس وسارة وعبد الجليل عينة ومثال حي عن القدرة الفائقة في إتقان اللغات التركية والاسبانية والانجليزية والانسجام مع الوفود من جنسيات عديدة بدون أي عائق أو جاحز واستطاعوا رغم سنهم تمتين حبل التواصل بين أبناء الجزائر وضيوفهم وتوطيد العلاقة بينهما طيلة التظاهرة الرياضية ، ما دفعنا اليوم لتقديم صورة و لوحة خاصة عن هؤلاء الشباب وهم يؤدون عملهم التطوعي بكل احترافية ، شباب يستحقون الشكر و التشجيع عن المهمة التي أوكلت لهم في هذا الحدث المهم الذي يحتاج كل يوم المزيد من الجهود والمزيد من التجنيد .
استطاعت بوجمعة إيناس التي لا يتجاوز عمرها 20 سنة أن تذيب جليد اللغة خلال اللقاء الكروي الذي جمع الفريق التركي ونظيره الفرنسي يوم السبت بملعب احمد زبانة بالحمري ، بعدما تعذر على المتنافسين التواصل فيما بينهما وعجز الطاقم المشرف كذلك على التعامل وبطريقة عادية مع اللاعبين الأتراك الذين لا يحسنون أي لغة أخرى وبفضل طلاقة لسانها تمكنت من حل هذه الإشكالية بعد دقائق من تدخلها .
نفس الشيء بالنسبة لجبلي سارة ميسورة صاحبة 24 سنة التي ترافق يوميا الصحفيين الأجانب والرياضيين من القبرص وسلوفينيا وصربيا وايطاليا لقدرتها الفائقة على التحدث باللغة الانجليزية وتقدم لهم كل الخدمات التي يحتاجونها خلال فترة إقامتهم لتسهيل مهمة الاستكشاف والتعرف على المدينة ، أما ولد سعيد عبد الجليل ، صاحب 22 سنة وطالب بالمدرسة العليا للصحافة فقد تمكن من مرافقة الوفد الاسباني والتكفل به بالمراكز الرياضية والقرية المتوسطية والمركز الدولي للصحافة بعدما تفوق في مهمة الترجمة وبالغة الاسبانيةرغم صغر سنه .
وما يلفت للانتباه ان هؤلاء الشباب تخرجوا من الجامعة الجزائرية تخصص إعلام واتصال ومع ذلك يحسنون اللغات التركية والاسبانية والانجليزية ويقدمون مشاركات غير محدودة قصد الفوز بالذهبية في طبعة 2022 .
وحسب رئيس لجنة الصحافة والإعلام ب "كوشم" مهدي بوكعومة فقد تم تجنيد 200 متطوع على مستوى مواقع المنافسات ومركز الصحافة من بينهم شباب يجيدون 7 لغات منها الايطالية والتركية والاسبانية والألمانية وغيرها ، مهمتهم الاستقبال والتوجيه والتواصل بين الجزائريين والأجانب طيلة فترة الإقامة وطيلة فترة المنافسات وقد تم اقتناء واختيار هذه المؤهلات الشابة بعد دراسة الطلبات المودعة على مستوى وهذا من زاوية توفر الشروط التي حددتها ذات الجهة ، لا سيما ما يتعلق بالترجمة ، على اعتبار أن عدد كبير من البعثات الدولية تتحدث بلغة واحدة فقط وبحاجة إلى متابعة من نوع خاص بحضور كفاءات في الترجمة تسهل لهم المهمة وتقضي على المشكل