نحتفل اليوم في وطننا الغالي الجزائر بعِيدِ مجدنا وعِزّْنا، عيد الاستقلال، يوم فخرٍ وتباهٍ وسؤددٍ ورفعة، يومٌ يقف فيه الجزائري بشموخٍ وسموٍّ وسُمُوق يحمل العلم الوطني ويردد " تحيا الجزائر" ...تحيا الجزائر التي يصدح بها الجزائري في كل أصقاع العالم..
ستون عيداً منذ 5 جويلية 1962 والجزائر تزداد وجاهةً وحضوراً وحضارة،جاهدت واجتهدت، وبَنَت وشَيّدت، وتعلّمت وعلّمت، ترفعت عن صغائر الأمور ورافعت عن حرية الشعوب المضطهدة وعن حقها في تقرير المصير، استبقت وتسابقت إلى عقد ملتقيات ومؤتمرات للمصالحة والمسامحة بين الفرقاء بعدد من الدول الشقيقة والصديقة ..هي الجزائر ومواقفها الثابتة التي صنعت لنفسها هيبة ومكانة وصوتا مسموعا لا راداٌّ له .....
وهي اليوم، في ستينية الاستقلال ستبعث برسائل بليغة وقوية للعالم أجمع في احتفالات كبرى واستعراض عسكري الأضخم من نوعه في تاريخ شمال إفريقيا سيؤرخ له نهج التحرير بالجزائر العاصمة وسيشهد له قادة دول شقيقة وصديقة يشاركوننا اليوم عيدنا، وإعلاميون سيوثقون لجزائر قوية تملك جيشا عصريا يصنع الإعجاب والهيبة ويحمي الديار والحدود وينافح عن الأمن والسلم والاستقرار ..
عيد الجزائر اليوم يختلف عن كل الأعياد والمناسبات الوطنية، فالعرس كبير تشارك فيه القوات البرية والجوية والبحرية والقوات الخاصة والحرس الجمهوري والدفاع الجوي والدرك الوطني والأمن الوطني والحماية المدنية وكافة الجزائريين بكل شبر من هذا الوطن العزيز ..عرس سَتُبرز فيه الجزائر قوتها العسكرية الكبيرة التي تمتلكها وتفخر بها بين الشعوب والأمم ..
رسائلنا اليوم إلى العالم أنّ الأبناء والأحفاد بالجزائر يسيرون على نهج الشهداء والمجاهدين
وستُحفظ هذه الرسائل للأجيال المتعاقبة فهي مسقية بدماء زكية لأشاوس وبررة ضحوا بالنفس والنفيس لتعيش الجزائر حرة أبية بين الأكابر من الدول والعظماء من الشعوب ..وهي أيضا رسائل قوية لأعداء الداخل والخارج تُخرِص ألسنتهم وتحبط قواهم وتردهم خائبين ..
نحن اليوم بالفعل أمام " تاريخ مجيد وعهد جديد" وقد أصاب إلى حد كبير المفكرون في الشعار فكان أشمل وأكمل جمع بين تاريخ أغرّ كله جهاد وتضحيات وعزة وكرامة، وحاضر نعيشه كما اليوم عمره 60 عاما من الإنجازات والمكاسب التي يفخر بها الجزائريون والتي حققناها بالعمل والمكابدة رغم كل المحن والإحن ..
ستُبهر حتماً استعراضات اليوم الحضور والضيوف والجماهير الجزائرية المحبة لوطنها والمُتَيَّمَة بجزائريتها، ويكون حرص السلطات العليا للبلاد بإعطاء رمزية خاصة للاحتفال بستينية الاستقلال قد أتى مراده بتخليده لقوة الجزائر التي هي من قوة جيشها الوطني الشعبي ..
نحن اليوم أمام توثيق آخر للذاكرة الوطنية بالتأريخ لمختلف محطات بناء الجزائر الجديدة التي تُبنى بسواعد كافة أبنائها من الوطنيين المخلصين والغيورين على وحدة ترابها وأمن حدودها ودوام سيادتها ..
وتشاء الصدف أن تتزامن ستينية الاستقلال واختتام الدورة ال19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي عرفت نجاحا باهرا ورائدا لم تعرفه الدورات السابقة بشهادة الوفود الرياضية المشاركة والصحافة الدولية ورئيس اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط وكافة طاقمه من الخبراء والمختصين، فكانت دورة وهران دورة التميز والامتياز وستُختتم غدا بحفل تاريخي على وقع ستينية الاستقلال لنُبهر ضيوف الجزائر دائما وأبدا..
هي الجزائر إذن التي سنعيش عيدها اليوم وغدا وسنفخر بإنجازاتنا ومكاسبنا وقوتنا وليشهد العالم ..وتحيا الجزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار ..