هذي الجزائرُ مهجتي وحبيبتي
هي نجمتي الزّهراءُ
في عَتمِ المدى
هي أختُ روحي
التقيها كلّما صعَدَ الحنينُ إلى الذّرى
هي كلّما ذُكرَ اسمُها
تهتاجُ في قلبي المَشوقِ فتونُها
فأتيهُ كالمأخوذِ عشقاً بابليّا
أنا لم أقلْ للآنَ شَيّا ...
* * * * *
وعرفتها منذُ الصِّبا
سرّاً سرى في خاطري
حين النّشيدُ المدرسيُّ بمجدِها قد كُلّلا
كم هِمتُ طيراً في فضاءِ الكونِ
مسحوراً بما قد أُنشدا !
ومع المساءِ.. وحينَ تكبُرُ حيرتي
أسعى إلى أمّي
فأسألُها :
ما النّازلات؟
ما الماحقات ؟
فتجيبُ في ولهٍ
فأشهقُ..أشهقُ
يا إلهي !
والمعاني الشّاهقاتُ
من عجبٍ تُرخي يديّا
أنا لم أقل للآن شيّا ...
* * * * *
هذي الجزائرُ مرفأُ الأبطالِ
مرسى الطّامحينَ إلى المعالي
هي درّة ُ المجدِ المؤثّلِ
بالوقائعِ والفِعالِ
هي مَن تسامى بالنّساءِ الفادياتِ وبالرّجالِ
هي منهجُ الثّوارِ
في دحرِ الغزاةِ وطردِهم
حتّى انجلى أفقُ المعاركِ
وانبرى فجرٌ ضحوكُ الثّغرِ
شَعَّ على البطاح..
الله أكبرُ يا جزائرُ
هلّلتْ روحي لنصرِكِ
عندما وُلدَ الصّباح
الله أكبرُ كبّرَالشّعبُ الأبيُّ
وكبّرتْ
كلُّ المآذنِ في الجبالِ وفي البطاح
ما أروعَ التّهليلَ بالنّصرِ المؤزّرِ
حيَّ حيَّ على الفلاح ...
والنّصرُ حيّا ثم حيّا
أنا لم أقل للآن شيّا…
* * ** *
هذي المجرّةُ ..
تزخرُ بالنّجومِ
وسنا البدورِ
وما تجلّى ...
ما مثلُها في الكونِ من جُزُرِ العوالم ِ
فهي أحلى
ومِنَ العينين أغلى
أتأمّلُ المعنى بفاره ِ اسمِها
تحتَ اللّواءِ السّندسيِّ
هناك ألفُ جزيرةٍ ٍ وجزيرة ٍ
للعزِّ والأمجادِ والإرثِ المعلّى
طافتْ سماها أنجمُ الشّهداء..
و تألّقتْ فوقَ الجباهِ الشّمِّ
تيجانُ الفَخَارِ ولم يكنْ يُسراً وسهلا..
لا..ليس أسمى من إبائِك ِ
يا بيوتاً قاومت حتى افتدت
بدمِ الشّهيد ِبلادَها
ما أروع الفجر الذي
بهِمُ أطلّا !
سيظلُّ ذِكرُكَ - يا شهيدُ -
بكلّ قلبٍ ٍ سرمديّا
أنا لم أقل للآن شيّا…
* * * * *
مهما كتبتُ ...
ومهما الشِّعرُ أسهبَ بالمعاني
لا لن أوفّيَ سامحيني ..
تلميذةٌ مازلتُ من تاريخِك الماسيِّ
أقتطفُ الجواهرَ واللّآليءَ
والجمان...
وأهيمُ في ملكوتِك ِ الوضّاء
مابين جنّاتٍ من الشّجر المهفهف ِ
والنّخيل ِ اليعربيِّ
جوارَ غابات ِ البنفسجِ والقرنفل ِ
في السّفوح ِ وفي الجبال ..
أنا فيكِ أسمو
فيك ِ أشدو
فاقبلي شدوي العراقيِّ الحزينِ بما شجاني
واقبلي لسموِّ رايتِك ِ العزيزة ِ
قبلةً ..
سأقبّلُ التّاريخ َ فيها والكرامة َ
قبلتين ..
