تحاول تازية صادوق حرفية مختصة في صناعة النسيج و الزرابي الاستمرار في مزاولة هذه الحرفة التي مازالت متمسكة فيها إلى اليوم و قد توارثتها و نساء منطقة قلعة بني راشد عن صانعات يحترفن صناعة النسيج التقليدي و الزرابي . و صناعة زربية القلعة واحدة من أعرق صناعات النسيج التي تميز الجهة الغربية للمنطقة (يلل) و تعتبر نسائية بحثة ، تقول تازية المقيمة بقلعة بني راشد بلدتها التي تعد من أهم المعالم التاريخية التي تزخر بهاالمنطقة و هي تبعد عن ولاية غليزان بحوالي 32 كم، أين ازدهرت هذه الحرفة التقليدية التي تعتبر من المنسوجات الجزائرية الأصيلة، تقول تازية ، ستينية بدأت في صغرها نسج الزربية القلعية، ثم صارت حرفتها و مصدر عيشها، فهي تطالب بالحفاظ على ما تبقى من حرفة صناعة «زربية بني راشد » التي إستمرت لقرون و كانت لها سمعة حتى خارج الوطن، كونها من أصناف النسيج المخملي (بالعقدة) و مستوحاة من الفن الأندلسي المغاربي، كما أنها تنفرد بمواصفات تميزها عن باقي أصناف النسيج . و لم يقف طموح و تحدي تازية التي استفادت في وقت سابق من قرض مصغر لاقتناء بعض المواد الأولية عند هذا الحد ، بل الاهتمام و دعم هذا الموروث التقليدي المهدد بالزوال و اعادة بعثه نشاطه من جديد و تشجيع ما اندثر من الصناعات التقليدية و الحرف. و لأن نقص التموين بالمواد الأولية (الصوف) لحرفة النسيج اليدوي و غياب التحفيزات المادية و العديد من المشاكل و التحديات التي تحول دون تشجيع هذه المنتجات القلعية التي تحترفها سيدات هذه البلدة الريفية على الإستقرار في مزاولتها و تطويرها تضيف صادوق ابنة قلعة بني راشد. و اختتمت تازية التي تشرف حاليا على تكوين الفتيات الحرفيات اللاتي يمتهن هذه الحرفة ، بأنها و على الرغم من أنها لا تنسج بواسطة الصوف أكثر من زربيتين أو 3 زرابي حسب الطلب، فهي لم تيأس حتى الآن و مازالت ترافق المعارض و مختلف التظاهرات التي تعنى بالصناعة التقليدية و الحرف و خاصة و أن المعرض يشكل فرصة لها لتقديم و عرض زربية بني راشد و التعريف بها و الترويج لها بغرض تسويقها.