أحرز البطل الجزائري أمين بوعافية ميداليتين ذهبيتين في بطولة العالم لرفع القوة 2025 التي جرت بمدينة ستايتسفيل بولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة الأمريكية، ليؤكد مرة أخرى تفوقه العالمي ويواصل كتابة اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الرياضة الجزائرية. وجاء هذا التتويج بعد عودة قوية من الإصابة التي أبعدته عن المنافسة لمدة عام كامل، حيث خاض بوعافية التحدي بإصرار كبير وعزيمة من حديد، متمكنًا من رفع أوزان بلغت 330 كلغ و340 كلغ و360 كلغ، متفوقًا بذلك على نخبة من أقوى الرياضيين في العالم. وقد خطف البطل الجزائري الأضواء داخل القاعة الأمريكية بعد أن أظهر جاهزية بدنية استثنائية وانضباطًا تقنيًا لافتًا، جعلاه يحافظ على لقبه العالمي للمرة الخامسة عشرة في مسيرته الاحترافية. ويُعد هذا الإنجاز الجديد تتويجًا لمسيرة طويلة من التضحيات والعمل الجاد، إذ واصل بوعافية التدرب بإمكانياته الخاصة في قاعته الصغيرة “قاعة أمين الرياضية” دون أي دعم رسمي أو مرافقة من الجهات الرياضية، معتمدًا فقط على خبرته وتجربته الطويلة في المنافسات الدولية. وقد تلقى دعمًا ثمينًا من رجل الأعمال حاج أحمد، صاحب شركة الأدوية “غالَكتِكال فارْم”، الذي تكفل بمصاريف سفره وإقامته في الولايات المتحدة، وهو ما سمح له بتحقيق حلمه في الدفاع عن راية الجزائر في أكبر المحافل العالمية. ويُعتبر أمين بوعافية من أبرز الوجوه الرياضية الجزائرية في رفع القوة على المستوى العالمي، حيث حصد ألقابًا دولية عديدة في بطولات مرموقة تابعة لاتحادات مختلفة مثل الاتحاد الدولي لرفع القوة (IPF) واتحاد رفع القوة العالمي (GPA) ورابطة رفع القوة العالمية (WRPL) والاتحاد العالمي لرفع القوة (WPC)، كما شارك في بطولات عالمية في آسيا وأوروبا وأمريكا. وتميّز في أكثر من مناسبة بفوزه ليس فقط في فئته الوزنية، بل أيضًا بلقب “أفضل رياضي في البطولة” بفضل قوته الخارقة وانضباطه الكبير في الأداء. وقد سبق له أن توّج في بطولة العالم “مستر أولمبيك برو” بمدينة لاس فيغاس الأمريكية وبطولة الألعاب الدولية لرفع القوة في مدينة شارلوت، كما شارك في الجائزة الكبرى العالمية “عرض رافعي النخبة” التي أُقيمت في الدوحة، مؤكّدًا مكانته ضمن صفوة أبطال العالم. وتزامن هذا التتويج الجديد مع مشاركة شاب جزائري واعد هو نزيل قوبولي من ولاية برج بوعريريج، الذي مثّل بدوره الجزائر في البطولة، ما يعكس بداية جيل جديد يسير على خطى بوعافية في هذه الرياضة الشاقة. وقد لاقى فوز بوعافية صدى واسعًا في الأوساط الرياضية داخل الجزائر وخارجها، حيث عبّر الكثير من المتابعين عن فخرهم بهذا الإنجاز الذي يؤكد أن الجزائر تملك طاقات استثنائية قادرة على التميز عالميًا رغم غياب الإمكانيات. واعتبر بوعافية هذا اللقب الخامس عشر في مشواره بمثابة رسالة أمل للشباب الجزائري، مؤكدًا أن التفاني والعمل الجاد كفيلان ببلوغ القمة مهما كانت الصعوبات. بهذا الإنجاز، يكرّس أمين بوعافية مكانته كرمز وطني ووجه مشرف للرياضة الجزائرية، بعدما رفع العلم الوطني عاليًا في الأراضي الأمريكية وجعل النشيد الجزائري يصدح في سماء ستايتسفيل، ليؤكد أن روح البطولة لا تموت، وأن الإرادة الصلبة أقوى من كل التحديات.