انطلقت اليوم الثلاثاء بجامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف فعاليات المهرجان الطلابي الوطني تحت شعار “من روح نوفمبر نجدد العهد ونبني الوطن”، في أجواء احتفالية مميزة، عكست روح الانتماء والوفاء لقيم الثورة التحريرية المجيدة، وذلك تحت إشراف وزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب السيد مصطفى حيداوي، ورئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بالنيابة السيد كريم خلفان، ورئيس الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين، عشية انطلاق احتفالات ذكرى ثورة أول نوفمبر والحركة الطلابية الوطنية
وفي كلمته الافتتاحية، اكد وزير الشباب مصطفى حيداوي على أن هذا المهرجان يمثل تجديدًا للعهد مع قيم نوفمبر المجيدة، وفرصة لتجسيد وعي الشباب بدورهم المحوري في صناعة القرار والمشاركة الفاعلة في الحياة العامة، مؤكدًا أن الوزارة والمجلس الأعلى للشباب يعملان على تمكين هذه الفئة الحيوية من آليات التعبير والمبادرة والمشاركة. وأضاف الوزير أن إطلاق حملة “هي شباب 2.0” يتناغم مع التوجه العام للدولة في تشجيع الشباب على التسجيل في القوائم الانتخابية، والمساهمة في بناء مؤسسات الدولة بروح وطنية مسؤولة.
وأوضح حيداوي أن هذه المبادرة الوطنية تأتي بعد النجاح الكبير الذي حققته حملة “هي شباب” سنة 2024، والتي ساهمت في تعزيز الوعي الانتخابي لدى الشباب، مشيرًا إلى أن النسخة الجديدة تهدف إلى توسيع المشاركة الشبابية من خلال رقمنة عملية التسجيل، حيث اكد ان “الرقمنة ستساهم بشكل كبير في تسهيل عملية التسجيل في القوائم الانتخابية، وتمكين الشباب من القيام بهذه الخطوة بسهولة من أي مكان، في خطوة تعزز الشفافية والنجاعة وتؤكد توجه الجزائر نحو العصرنة والتحول الرقمي.”
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الشباب عن انطلاق قوافل وطنية تضم أعضاء المجلس الأعلى للشباب وتنظيمات طلابية وشبانية، تجوب مختلف ولايات الوطن من أجل تحسيس الشباب بأهمية المشاركة الانتخابية، معتبرًا أن هذه الديناميكية الميدانية تأتي لترسيخ ثقافة المواطنة والتعبير الحر، وتجسيد القناعة بأن مستقبل الوطن يصنعه الشباب الواعي الملتزم. كما دعا الطلبة الجامعيين إلى أن يكونوا في طليعة المسجلين في القوائم الانتخابية، وأن يتحولوا إلى سفراء للتحسيس داخل محيطهم الجامعي والاجتماعي.
من جهته، أكد رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بالنيابة السيد كريم خلفان على أهمية إشراك فئة الشباب في مختلف المحطات الانتخابية، معتبرًا أن العملية الانتخابية ليست مجرد واجب وطني بل هي تعبير صادق عن روح المواطنة والانتماء. كما أشاد بدور الطلبة في إنجاح الحملات التحسيسية السابقة، وبمستوى الوعي الذي أظهره الشباب الجزائري في الاستحقاقات الماضية، مشيرًا إلى أن السلطة الوطنية للانتخابات وضعت كل الآليات التقنية والإدارية لضمان سير عملية المراجعة الدورية للقوائم الانتخابية في أفضل الظروف، وباعتماد الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تسهل التواصل والوصول إلى الناخبين الجدد.
وأشار خلفان إلى أن هذه الجهود تتناغم مع سياسة الدولة في تعزيز الديمقراطية التشاركية وإشراك جميع فئات المجتمع في رسم مستقبل الجزائر، مضيفًا أن فئة الطلبة تعد محركًا أساسيًا لأي تحول سياسي أو اجتماعي، كونها الفئة الأكثر ديناميكية ووعيًا، والأقدر على نقل الرسائل الإيجابية داخل المجتمع.
من جانبه، عبّر رئيس الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين عن اعتزازه بمشاركة الطلبة في هذا المهرجان الوطني، الذي يأتي ليؤكد أن الحركة الطلابية في الجزائر كانت ولا تزال شريكًا أساسيًا في مسيرة البناء الوطني، مبرزًا أن الاحتفاء بالذكرى المزدوجة لثورة نوفمبر والحركة الطلابية هو مناسبة لتجديد الالتزام بمواصلة النضال من أجل رفعة الوطن وتقدمه
وأكد المشاركون في هذا المهرجان أن الجامعة الجزائرية كانت وستظل مشعل الوعي الوطني، ومشتلًا لإعداد الكفاءات والنخب التي تسهم في خدمة الوطن والدفاع عن ثوابته، مستذكرين الدور التاريخي الذي لعبه الطلبة الجزائريون في دعم الثورة التحريرية المباركة، حين امتزج العلم بالنضال لتتحول الأقلام إلى بنادق في سبيل حرية الوطن
أكتب تعليقك