في إطار المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران، نُظّمت ندوة حملت عنوان “الذاكرة، التمثيل، وواجب نقلها على الشاشة”، جمعت ثلّة من المخرجين الجزائريين الذين يشتركون في هاجس واحد: كيف نحافظ على الذاكرة الوطنية ونترجمها إلى صورة نابضة بالحياة؟
تحدث المخرج محمد شرف الدين، صاحب فيلم “عشاق الجزائر”، عن أهمية الحفاظ على الذاكرة الجماعية من خلال الصورة السينمائية، مؤكداً أن السينما ليست مجرّد وسيلة ترفيه، بل فعل مقاومة ثقافية يخلّد الأبطال ويعيد كتابة التاريخ بروح معاصرة. وأضاف أن “نقل الذاكرة على الشاشة واجب أخلاقي قبل أن يكون خياراً فنياً”.
من جهته، تناول المخرج مؤنس خمار، مخرج فيلم “زيغود يوسف”، تجربته في تجسيد شخصية ثورية بحجم البطل الوطني زيغود يوسف، معتبراً أن إعادة إحياء الشخصيات التاريخية تتطلب دقة في التوثيق ورؤية درامية تُبرز إنسانية الأبطال بعيداً عن التقديس أو التبسيط. وأوضح أن “السينما قادرة على أن تُعيد للذاكرة الوطنية حضورها من خلال صورة صادقة ومؤثرة”.
وشهدت الندوة مشاركة عدد من السينمائيين والنقاد الذين أجمعوا على أن السينما الجزائرية مدعوة اليوم إلى تجديد لغتها البصرية وأساليب سردها، لتستعيد مكانتها عربياً وإفريقياً دون أن تتخلى عن رسالتها التاريخية في حفظ الذاكرة.
فالفيلم كما أجمع المتدخلون هو وثيقة فنية، والتمثيل هو الجسر الذي يعيد للتاريخ صوته الإنساني وملامحه الحقيقية.
في ختام اللقاء، أكّد المشاركون أن الذاكرة ليست ماضياً يُروى، بل حاضراً يُصنع وأن مسؤولية المخرجين اليوم تكمن في الاستمرار في توثيقها للأجيال القادمة، لتبقى السينما الجزائرية مرآةً لهويتها وذاكرتها الحية.
أكتب تعليقك