نظّم هذا الأربعاء مخبر الفلسفة وتاريخها بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة وهران 2، بالتعاون مع قسم الفلسفة، ندوة أكاديمية بعنوان:"فلسطين في الفكر العالمي: قراءة في المواقف والتاريخ"، خصصت لمناقشة الأبعاد الفلسفية والإنسانية للقضية الفلسطينية في الفكر المعاصر.
افتتح البروفيسور بوزيدي الهواري، عميد كلية العلوم الاجتماعية، الندوة بكلمة قدّم فيها طرحًا سوسيوفلسفيًا معمقًا، مؤكدًا أنّ القضية الفلسطينية تمثل فضاءً للتأمل في العلاقة بين العدالة والسلطة، وبين الإنسان والحرية، وأوضح أن الموقف من فلسطين ليس مجرد تضامن سياسي، بل اختبار حقيقي للقيم الكونية التي تنادي بها الفلسفة، داعيًا إلى استعادة الدور الأخلاقي للفكر الفلسفي في مواجهة الظلم.
من جهته، أكّد الدكتور كبير محمد، مدير مخبر الفلسفة وتاريخها، أن دعم فلسطين هو دفاع عن المعنى الإنساني ذاته، وأنّ الفلسفة، بما تحمله من قدرة نقدية وتأملية، لا يمكن أن تبقى صامتة أمام المأساة، معتبرًا أن الصمت الفلسفي اتجاه الاحتلال يشكل انفصالًا عن الضمير الإنساني.
توزعت المداخلات العلمية على محاور عدة، تناولت قراءات فلسفية في فكر جان بول سارتر، حنة أرندت، إدوارد سعيد، وإيمانويل ليفيناس، حيث وقف الباحثون عند التناقض بين الدفاع عن القيم الإنسانية ومواقف بعض الفلاسفة الغربيين من الاحتلال الصهيوني.
كما تم التطرق إلى البعد الثقافي والتاريخي لفلسطين كرمز للمقاومة في الوعي العربي والعالمي، ودور الفلسفة في إعادة بناء مفاهيم الحرية والسيادة والعدالة الكونية.
شارك في الندوة باحثون من مختلف التخصصات الفكرية والاجتماعية، إلى جانب طلبة الجامعة، مما أكسب اللقاء بعدًا معرفيًا متعدد التخصصات وفتح حوارًا غنيًا حول فلسطين كقضية فلسفية وإنسانية عالمية، تعكس اختبارًا حقيقيًا لصدق القيم والمبادئ التي ينادي بها الفكر الإنساني المعاصر.
وفي ختام الندوة، أوصى المشاركون بضرورة إدماج القضية الفلسطينية ضمن مقررات الفلسفة والعلوم الاجتماعية، باعتبارها قضية فكرية وأخلاقية عالمية، وفضاءً لاختبار صدقية المبادئ التي يتغنى بها الفكر الإنساني المعاصر.
أكتب تعليقك