الذكرى الـ 66 لاستشهاد عمارة رشيد : سقط في ميدان الشرف و السلاح في يده

الذكرى الـ 66 لاستشهاد عمارة رشيد : سقط في ميدان الشرف و السلاح في يده
الذاكرة
تحيي الجزائر الثلاثاء الذكرى الـ 65 لاستشهاد عمارة رشيد أحد رموز النضال النقابي وثورة التحرير الجزائرية، فالشهيد من مواليد 06 ديسمبر 1934 بواد زناتي ولاية قالمة، أين اشتغل والده مترجما قضائيا لدى المحكمة، فهو من عائلة ميسورة الحال، قدمت أربعة من أعز أبنائها من أجل القضية الجزائرية منهم اثنان سقطوا في ميدان الشرف . قضى الفتى عمارة رشيد الدراسة الابتدائية بواد زناتي، ثم انتقل إلى عزازقة بولاية تيزي وزو، إذ عين والده في نفس المهام لدى محكمة عزازقة، ثم انتقلت العائلة إلى برج منايل بولاية بومرداس لمتابعة الدراسات الثانوية، ثم انتقل الفتى للتمدرس بالجزائر العاصمة بثانوية بن عكنون ثم بثانوية بيجو (حاليا ثانوية الأمير عبد القادر) . تحصل الشاب عمارة رشيد على شهادة الباكالوريا ليلتحق بمعهد الأدب بجامعة الجزائر، وبعد سنة مضاها بالمعهد، يتركه ويسجل بالدراسات الطب بعد تحصله على شهادة الباكالوريا للمرة الثانية . حول التحاقه بثورة التحرير المجيدة، أكد الدكتور سمير ناصري في تصريح للجمهورية قائلا :" بعدما اندلعت ثورة التحرير الوطنية وكان عمارة رشيد شابا في العشرينات، كان متحمسا بوطنيته الشديدة وكان محل اهتمام قادة الثورة أمثال عبان رمضان الذي خرج من السجن في أفريل 1955 ، كريم بلقاسم قائد المنطقة الثالثة، العربي بن مهيدي قائد المنطقة الخامسة ، أعمر اوعمران قائد المنطقة الرابعة وفيما بعد سعد دحلب، سليمان دهيلس، بن يوسف بن خده وآخرون، و كان ضمن الأعضاء المؤسسين للاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين إلى جانب محمد الصديق بن يحيى، لونيس محمد ، تواتي صابر، بن قبي الصالح، وزوليخة بلقدور، والشهيد عمارة رشيد كان أيضا رفيقا لفرحات عباس في حزب أحباب البيان ، وقامت السلطات الاستعمارية في نوفمبر 1955 بتوقيفه رفقة كل من فرحات عباس والدكتور أحمد فرانسيس على متن سيارة، وقضي في السجن قرابة 5 أشهر، ليطلق سراحه في مارس 1956، بعد تدخلات كل من فرحات عباس ووالده، وبعد خروجه من السجن يعيد عمارة رشيد اتصالاته مع الحركة الطلابية الجامعيين والثانويين بغية تنظيمهم ، متخذا من شقته بشارع تيلملي- حاليا شارع كريم بلقاسم – مقرا لكل اجتماعات القادة لتحقيق كل القرارات والأهداف المرسومة، ويكتسب الشاب بهذا ثقة عبان رمضان وقادة آخرون جعلتهم يكلفونه بمهمات جد حساسة. من جهة أخرى، ذكرت المجاهدة زوليخة بلقدور في احدى ندواتها التاريخية حول شخصية عمارة رشيد أنه كان مناضلا شرسا، مستعدا للاستشهاد في سبيل وطنه، فلقد لبى نداء الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في19 ماي 1956، وشارك في الإضراب التاريخي للطلبة والطالبات الجزائريين الذين خرجوا منهم مئات ينادون " بشهادة إضافية لن تجعل منا جثثا حسنة" ، تحت إدارة جبهة التحرير الوطنية، فكل فوج من الطلبة تم تحويله لناحية من الوطن ، ليتم توجيه عمارة رشيد مع رفقاء آخرون، الى المنطقة الرابعة ناحية بني مرسى بتابلاط ، إذ استقبلوا من طرف سي صادق واسمه الحقيقي سليمان دهيلس الذي كان نائبا لعمر أوعمران قائد المنطقة رفقة كل من صافية بازي ، مريم بلميهوب وفضيلة مسلي أغلبهن كن ممرضات ، وأصبح رشيد أعمارة معلما في الإسعافات الأولية في المصحة التي يديرها كما أعدت مدرسة للإطارات السياسية للأمة ومركز لقيادة المنطقة الرابعة. وبعد مرور قادة الثورة في عين المكان، وعن طريق وشاية علم الاستعمار بها، قام بعملية تمشيط قادها كل من الجنرال غوليوم والعقيد بيجار، وبعد تحديد المكان وحصار نقطة المصحة، وفي اليوم المشهود الذي صادف 26 جويلية 1956، أعمارة رشيد يسقط في ميدان الشرف وسلاحه بيده .

يرجى كتابة : تعليقك