لا زالت الحاجة آسيا صلاح تحافظ على الشدة التلمسانية الأصيلة وهي ترافق العروس بداية من خروجها من بيت الأهل إلى غاية الانتهاء من حفل الزفاف وتتنقل الحاجة اسيا عبر الولايات بطلب من أهالي العروس نظرا لشهرتها في الحفاظ على الشدة الأصيلة دون إضافات و أصبح الطلب عليها في فصل الصيف منقطع النظير و تعمل جاهدة لتلبية دعوة العائلات من جميع الولايات وتتنقل بصدر رحب للترويج بعادات و تقاليد عاصمة الزيانيين خاصة و أن الشدة تعتبر اللباس الرئيسي و النهم للعروس و اتخذت الحاجة اسييا تلبيس الشدة مصدر رزقها بعدما تقاعدت من عملها بداية الألفية حيث شرعت بالعمل بثمن رمزي و كانت تحوز على جميع"اكسسوارت" و تدريجيا اقتنت كل ما يخص الشدة التلمسانية من "أكسسوارات "و ألبسة و غيرها ورفعت بعدها السعر و تعتبر الحاجة أسيا من المحافظات على التركيبة الأصلية للشدّة .و في حديثنا مع السيدة اسيا صلاح قالت أن تركيبة الشدة تضم"لكرافاش بولحية "و"الدولارات" و"المسكيات" وعقد واحد من الجوهر الحر الأبيض فقط مع الحفاظ على وجه صدر القفطان الذي لا يمكن تغطيته و هذا سر الشدة. وتصنف الشدة ضمن الثراث المادي لمدينة تلمسان خلال عهد السلاطين الزيانيين أخذ مرتبة عالمية و صنف من طرف المنظمة اليونيسكو وتشبثت السيدة آسيا بهذه الحرفة التي جلبت لها زبائن كثيرين من الجزائر العميقة كلما حلّت مواسم الأفراح والأعراس و تتنقل الحاجة أسيا إلى منزل العروس بمرافقة أحد الأقرباء لضمان النقل وسبق للسيدة آسيا وأن شاركت في معرض للشدّة في ""الشارقة"" تحت إشراف وزارة الثقافة أقامت فيه عرس تلمساني أبهرت فيه الخليجيات بحلة لم يرونها من قبل خاصة وأنها عرضت كذلك مجموعة من "القفاطين " و أعجب الجميع بهذا العرض و تأمل الحاجة مواصلة مشوارها خارج الوطن في حالة تلقيها دعوات وترأس حاليا السيدة آسيا صلاحي المختصة في الشدة التلمسانية جمعية "كنوز الثرات الجزائري " التي أنشاتها خلال السنة الجارية و تشترك فيها عضوات متمكنات جلهن إطارات تسعين لان يسطع نجم الشدة التلمسانية عاليا .