تسعى الكثير من العائلات العريقة بمناطق ولاية البيض لتشجيع الأنشطة التقليدية النسيجية لعودتها إلى الساحة التي كانت رائدة طيلة العقود الماضية ولعبت دورا هاما في الحفاظ على التراث والثقافة والحضارة التي ازدهرت في عهد الآباء والأجداد مرسخة أمجاد الماضي ،حيث تقول معظم الحرفيات المهتمات و النساء اللائي يواكبن التطور بأن شغلهن الشاغل العودة لإبراز دور "المنسج" في البيوت الذي ظل مقصد معظم الفتيات من جميع المستويات بالأمس ومتنفس لهن للاسترزاق ومدرسة للتكوين وكانت المرأة البيضية تبدع وتتفنن في إنتاج شتى الألبسة والأغطية والأفرشة وتقضي معظم أوقاتها في نشاط "المنسج ". ولا تزال بعض العائلات تحافظ على هذه الكنوز على غرار منطقة بوسمغون الرائدة في مواصلة عمل "المنسج"في صناعة "الجلابة" الوبرية والصوفية التي تحتل الريادة في موسمها حسب ما أشارت إليه جمعية تراثية وتشجيعا للأنشطة النسيجية باعتبار ان ولاية البيض منتجة للثروة الحيوانية تحصي مايقارب 3 ملايين راس غنم تجمع سنويا عقب عمليات الجز أكثر من 90 ألف قنطار من الصوف ـ الرقم غير مضبوط ـ قامت غرفة الصناعة التقليدية مؤخرا بتكوين أكثر من 15 حرفية في غزل وتحضير الصوف وأنشأت مدرسة لتكوين الحرفيات قصد تحسين المستوى وفي هذا الصدد قالت صاحبة مؤسسة مصغرة لغزل الصوف الأستاذة فاطمة بأنها استطاعت أن تحوله إلى مادة أولية مهمة لاستغلاله في شتى أنواع الأنسجة وأصبحت امرأة نموذجية منتجة بالمنطقة ،حيث ثمن الكثير من الموالين مشروعها الذي فتح لهم آفاقا لتدوير واستغلال الصوف في شتى المجالات بعدما كان ثروة ضائعة قبل سنوات وكذلك رئيسة جمعية ولائية لترقية المرأة الريفية والحفاظ على التراث بان جمعيتها تطالب السلطات الوصية بدعم والتكفل بتكوين معظم الحرفيين والحرفيات للنهوض باقتصاد محلي واعد على ضرورة الاهتمام بالصناعة التقليدية لاسيما تشجيع الحرفيات والماكثات بالنسيج وفي الأخير قالت الحاجة مريم "مال اليدين خير " وتأمل ان يعود "المنسج" إلى البيوت ،كما كان عليه في السابق لمحاربة البطالة في أوساط النساء والاهم من ذلك الحفاظ على عادات وتقاليد المجتمع والهروب من المتاهات وحث الفتيات على الانتاج .