السفينة الأردنية " دينا " التي أشرفت عليها الأسرة الهاشمية بقيادة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال رحمه الله ، قد أرخها التاريخ الجزائري من خلال دعم الأردن للثورة التحريرية و في هذا الصدد أكد الدكتور الأردني أحمد محمود جبر الشريدة أنه في بداية سنة 1955 تم الاتصال بملكة الأردن دينا عبد الحميد ابنة الشريف عبد الحميد بن محمد بن عبد العزيز، وطُلب منها أن يكون يختها الذي يحمل اسمها ناقلا للسلاح للثوار الجزائريين، تجنبا لرصد يخت ملكي من الجواسيس الفرنسيين، وكان اليخت راسيا بميناء الإسكندرية، فاستجابت الملكة معبرة عن فخرها بالمساهمة في الثورة الجزائرية التي انتشرت سمعتها بسرعة في انحاء الوطن العربي. وفي جانفي 1955 تحرك اليخت دينا وبه مجموعة من الطلبة وعلى رأسهم محمد بوخروبة الذي حمل اسم الهواري بومدين، حيث وصلت بسلام وأنزل السلاح ووضع في أيدي الثوار ،حيث أرسلت هذه السفينة المحملة بالأسلحة الأردنية من مدينة الإسكندرية محملة بـ 16,5 طن من مختلف الأسلحة. وقد وصلت إلى أحد موانئ منطقة مليلية المغربية في مارس 1955 ، وأفرغت حمولتها في الميناء . ومن ضمن الأسلحة الأردنية المرسلة : مدافع رشاشة ثقيلة، وبنادق رشاشة خفيفة من نوع طومسون، وبنادق عشرية 303 إنكَليزية الصنع وصناديق الذخيرة. ورافق هذه الشحنة من الأسلحة والذخيرة ضباط جزائريون نذكر منهم هواري بومدين وعبد القادر شنوف وسي الصديق.وقد كان لوصول هذه الشحنة من الأسلحة إلى المنطقة الغربية دور هام في تنشيط الكفاح المسلح بهذه المنطقة التي شهدت تأخراً في الانطلاقة، نظراً لقلة السلاح بها.
وأضاف الدكتور أحمد محمود جبر الشريدة ، أنه عندما أعلن الشعب الجزائري ثورته المسلحة ضد الاحتلال الاستعماري الفرنسي في منتصف الخمسينيات من القرن العشرين المنصرم ، تدافع المواطنون في العاصمة عمان وفي كل مدينة وبادية وقرية ومخيم في ضفتي الأردن في مظاهرات عفوية تأييداً للشعب الجزائري العربي المسلم في ثورته ضد جيوش المستعمرين الفرنسيين ، وتنادى العديد من القوى والأحزاب والفعاليات والشخصيات لتشكيل لجنة شعبية عليا لدعم الثورة الجزائرية المسلحة سياسيا وإعلاميا وماليا برئاسة الوزير والنائب الاسبق المحامي ضيف الله الحمود ، وتشكلت لجان فرعية في المدن الكبرى تحت إشراف اللجنة العليا.
و بمناسبة احتفال الجزائر بيوم المجاهد المصادف لـ 20 أوت هنأ الدكتور أحمد نيابة عن الشعب الاردني بستينية الجزائر و بكل مناسباتها الوطنية معبرا عن فخر الاردن بما حققته الجزائر من تطور من خلال الحفاظ على ذاكرتها الوطنية .