بانتهاء العطلة الصيفية ونهاية فترة طويلة من الاستجمام والترفيه بالنسبة للعائلات والمتمدرسين يكون الدخول الاجتماعي على الأبواب ليعلن انطلاق المشوار الاجتهادي في كل المجالات لاسيما مضمار التحصيل الدراسي الذي سيكون هذه الكرة مغايرا تماما لسابقيه من المواسم لما تعرفه البلاد حاليا من انفراج ملحوظ مقرون بالحذر من الأزمة الوبائية التي ضربت العالم في الصميم وكادت أن تقوض ركائزه التحتية.. فالتحضيرات جارية على قدم وساق بغية إنجاح الدخول الدراسي المتسم هذه السنة بإصلاح عميق على منظومة البرامج خصوصا بعيد إقرار إدراج اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي حتى تكون مدارسنا تساير التساوق العالمي في الأخذ بناصية العلوم والمعارف التقنية العالية في عالم لجي يبدع ويثور يوميا عن طريق العلم والبحوث لتغيير واقعه التنموي قصد التمكن في الأرض بالبناء لا بالتخريب والترهيب..
وإذا رجعنا إلى اللغة "الشكسبيرية" مثلما يروق لأهل الأدب والرواية تسميتها فإنها ـ تحصيل حاصل ـ اليوم لسان التخاطب العالمي في جميع دواليب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية للدول والمجتمعات وهي بهذه السمات حتمية لغوية حتى تستطيع الجزائر بها أن تلج كما يلج " الجمل في سم الخياط" بكل سهولة في التطور والتألق وهذا لأسباب عدة أبرزها وجود الكادر البشري المؤهل لإحداث الطفرة النوعية في التعليم بكل أطواره علاوة على القابلية المتميزة للتلميذ الجزائري على الاستيعاب و الفهم لكل شاردة وواردة في شتى حقول العلم والمعرفة..
إن الجزائر باتخاذها لقرار تدريس الإنجليزية في الطور الابتدائي برهنت للمرة "ن" على استقلالية سياستها التعليمية بدون انزواء أو تقوقع متفتحة على العالم لأنها جزء منه كسائر المجتمعات البشرية تؤثر وتتأثر لا محالة.. فالإنية والأصالة دمغة جزائرية وكسب رهانات الامتياز من شيم المواطن الجزائري سواء كان طالبا أم ساعيا مجتهدا في مسار الكد والجد..
