• البنى التحتية المشيدة ستجعل من وهران قطبًا رياضيا بإمتياز
• الطبعة الـ 19 ستكون استثنائية لأننا وقفنا على الإمكانيات الضخمة المسخرة من طرف السلطات الجزائرية لإنجاح العرس المتوسطي.
• لسنا هنا للوقوف على جاهزية المشاريع وإنما لمرافقة التحضيرات للحدث مع اللجنة المنطمة الجزائرية
• الألعاب المتوسطية ليست فقط مرحلة تأهيلية للألعاب الأولمبية وإنما هي ضمان نقل مباشر في 15 دولة
بعد الخبر الذي زفه رئيس اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط، الإيطالي، دافيد تيزانو، في الندوة الصحفية التي عقدتها اللجنة الدولية السبت بفندق الباي وهران، وبحضور محافظ الألعاب السيد عزيز درواز وكذا المسؤول الأول عن السلطات المحلية لولاية وهران، السيد سعيد سعيود رفقة منسق الألعاب للجنة الدولية، تفضل الإيطالي تيزانو بقبول طلب جريدة "الجمهورية" التي خصها بحوار حصري تمحور حول عدة الأمور التي تخص ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وكذا نظرته وتطلعاته للطبعة الـ 19 ومدى جاهزية وهران لهذا العرس المتوسطي، حوارنا مع تيزانو أظهر إحترام كبير للرجل الأول للسلطات العليا للبلاد، فقد بدا جد متأثرا بالإهتمام الكبير الذي وضعته الدولة الجزائرية تحسبًا لهذا الإستحقاق المتوسطي والذي أكد أنه ولأول مرة يقف على مساعي حثيثة من أعلى مستوى بإشراف الدولة منظمة بتسخير تلك الإمكانيات الضخمة لإحتضان منافسة إقليمية، مؤكدًا أن هذا القدر من الإهتمام جعل اللجنة الدولية تتخذ قرارا مهما وتاريخيا والمتمثل في جعل ألعاب عاصمة الغرب الجزائري بوابة للتأهل إلى الألعاب الأولمبية بباريس 2024 والذي يعتبر _حسب_ دافيد تيزانو أول إنجاز ونجاح للطبعة الـ 19 قبل إنطلاقها بوهران، كما تكلم عن أهم تحديات اللجنة الدولية خلال هذه العهدة الإنتخابية، وبعيدًا عن هذا الحدث كشف تيزانو أنه أعجب كثيرًا بالجزائر وخصوصًا وهران التي سحرته بجمالها مؤكدًا أن الباهية ستشهد طفرة سياحية غير مسبوقة بعد هذه الألعاب المتوسطية، نظرًا لما تزخر به من واجهات تاريخية وسياحية كفيلة بجلب السواح ناهيك عن تعدد الثقافات بهذه المدينة، فيما كانت هناك دردشة في هذا الحوار الذي جاء كالتالي:
• أولاً ... ما تعليقكم عن ثاني زيارة لكم لعاصمة الألعاب المتوسطية 2022 وهران، وما هي نظرتكم حول جاهزية الباهية للطبعة الـ 19؟
في البداية يشرفني أن أكون اليوم متواجدًا بهذه المدينة المضيافة والساحرة والجميلة، وقبلها دعني أقدم مرة أخرى تشكراتي باسم اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية لسيادة رئيس الجمهورية الجزائرية، السيد عبد المجيد تبون، وكذا الوزير الأول السيد أيمن بن عبد الرحمان وجميع الطاقم الحكومي الذي قدم كل التسهيلات للسلطات المحلية لوهران، وقد وقفت عن قرب لمساعي والي الولاية الذي لم يذخر أدنى جهد لتقديم كل التسهيلات للجنة المنظمة برئاسة السيد المحافظ عزيز درواز، هذا الآخير ومنذ أن أصبح على رأس اللجنة إتضحت الصورة وهو ما يفسر التقارير الإيجابية التي دونت من طرف المنسق العالم للألعاب السيد بيرنارد أمسلام الذي أكد لي شخصيًا أن الوضعية جد مشجعة وأن النسخة الـ 19 ستكون استثنائية بخلاف الطبعات السابقة وهذه لعدة إعتبارات..
• هل لنا بمعرفة هذه الإعتبارات التي جعلتكم على إثرها تشعرون بهذا الإرتياح؟
لفقد وقفنا على عدة أمور إيجابية في الأشهر الست الأخيرة، في البداية كان هناك تجاوب سريع من طرف السلطات العليا لكل مطالب اللجنة الدولية، حيث تشرفنا بعقد عدة لقاءات مع رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بمعية سيد الوزير الأول، وكانت كل اللقاءات مثمرة لدرجة لم نكن نتوقعها، حيث ترجمت تلك المساعي والرغبة للسلطات العليا للبلاد لإنجاح الطبعة الـ 19 على الميدان، بعدما تحول التأخر في المشاريع إلى جاهزية ولم تبقى سوى المراحل الأخيرة، ويعود هذا إلى الرغبة الجامحة من كل المشرفين على هذه التحضيرات لكسب الرهان واعطاء هذه الألعاب صبغة رسمية أكبر مقارنة بالنسخات الفارطة ولهذا نحن نقول بأنها إستثنائية
• قبل ستة أشهر اصدرت اللجنة الدولية بيانا بتضمن بعض المخاوف حول جاهزية وهران للحدث ، هل من توضيح؟
لم يسبق وان قامت اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط وأن سحبت شرف تنظيم الألعاب من دولة متوسطية إلا في حالة ما كان هناك إعتذار من تلك الدولة، ومن جهتنا نحن معتادين على اصدار بيانات عقب كل إجتماع للجنة الدولية، ولم يكن لنا اي غرض لسحب الطبعة الـ 19 من الجزائر، وإنما أردنا توضيح أكثر والوقوف على مدى جاهزية وهران لإحتضان هذا العرس لأننا ندافع عن مصلحة هيئتنا وهذا يحدث في كل الأنظمة الرياضية التي تسهر على إنجاح مواعدها، ولا توجد أي دورة دولية رسمية مهما كان مستواها تواجه مشاكل قبل إجراءها، نحن من جانبنا شعرنا أن الأمور عكس ما كان يروج له من قبل وتبددت أكثر كل تلك المخاوف بعدما أن تيقنا من أن الأمور أضحت أكثر جاهزية في الزيارة الأولى التي كانت من طرف لجان الهيئة المتوسطية في شهر ديسمبر المنصرم، وذلك عقب التقرير المفصل من اللجان في الإجتماع الذي عقد مباشرة بعد عودة البعثة من الجزائر والذي حضره السيد المحافظ عزيز درواز واطلع على التقرير الإيجابي الذي حضره المنسق العام السيد بيرنارد أمسلام، لتكون زيارتي الأولى إلى الجزائر جد مثمرة بعدما التمست التقدم الكبير الحاصل على مستوى البنى التحتية التي ستحتضن المنافسات ناهيك عن عدة أمور أخرى لوجستية.
• إذن زيارتكم الثانية على التوالي قد حسمت بصفة رسمية جاهزية وهران، أليس كذلك؟
حاليا لسنا هنا من أجل الوقوف على جاهزية وهران من عدمها وإنما نحن هنا اليوم باشرنا العمل مع اللجنة الجزائرية المنظمة تحسبًا للألعاب المتوسطية، حيث قلبنا الصفحة الخاصة بالجاهزية على المستوى المنشآت الرياضية التي تعتبر من أحسن المنشآت وصراحة فقد إنبهرت بالمركب الأولمبي الذي يمكنه إحتضان أكبر التظاهرات الأولمبية الرسمية، وكذا القرية المتوسطية التي تتربع على مساحة هامة وهي قادرة على استضافة رياضين من المستوى العالي ، فنحن هنا لسنا بصدد المجاملة وهذا ليس من شيمنا وإنما نرعى مصالح اللجنة الدولية المتوسطية للألعاب في الدرجة الأولى، إلا أن الحقيقة اليوم أصبح للجزائر وخصوصًا الشبيبة الرياضية الوهرانية منشآت رياضية يجب أن يفتخروا بها لأنهم اليوم يتربعون على بنى تحتية رياضية ستجعل من مدينتكم قطب رياضي متوسطي.بامتياز
• بغض النظر عن الجانب البيداغوجي، ما هي تطلعاتكم للمستوى الفني للطبعة الـ 19، خصوصًا بعد تأجيلها والتي صاحبتها الظروف الصحية التي ساهمت في تأجيل عدة منافسات رياضية دولية ناهيك عن الصعوبات التي واجهها أغلب الرياضيين الذين عجزوا عن إحترام برنامجهم التحضيري؟
في البداية دعني أعيد تصحيح الخطأ غير المقصود الذي قلته في الندوة الصحفية بعدما قلت أننا تمكنا من إقناع اللجنة الأولمبية الدولية من أن تكون الألعاب المتوسطية تأهيلية لدورة باريس 2024 الأولمبية في رياضة كرة الطائرة الشاطئية، بل في رياضة السباحة رفقة رياضة المصارعة، ومن هنا نحصد أول إنجاز سيحسب على طبعة وهران، مما يجعلنا متيقنون أن المستوى الفني سيكون جد كبير وراقي خصوصًا في هاتين الرياضتين، صحيح أن الأمور لم تكن صعبة على رياضيي النخبة بإحترام برنامجهم التحضيري بسبب الأزمة الصحية التي أثرت كثيرًا على المستوى الفني في بعض التظاهرات الدولية، لكن اليوم نرى بأن تلك المرحلة تم تجاوزها ولا نخشى من هذا الجانب و نحن متأكدون أن المستوى الفني سيكون عاليا جدًا على الأقل في أغلب الرياضات التي تعرف شعبية كبيرة.
• قلتم خلال الندوة الصحفية أن هذه الطبعة ستحظى لأول مرة في تاريخها بتغطية مباشرة لأكثر من 15 دولة متوسطية، هل من توضيح أكثر؟
نعم هذا من ضمن الإنجازات الجديدة التي تحسب أيضًا على طبعة وهران فلأول مرة سيكون هناك بث تلفزيوني مباشر لأكثر من قناة تلفزيونية متوسطية، ربما يرتفع العدد لأننا نملك إتفاقيات مع عدة هيئات تشرف على التغطية الإعلامية الرياضية لأكثر من 60 دولة، ولهذا نكرر دائمًا أن الطبعة الـ 19 تعتبر إستثنائية.
• مع العلم أنك بطل عالمي في رياضة التجديف التي ستكون غائبة عن هذه الطبعة، هل لكم أهداف حتى يكون لنتائج الألعاب المتوسطية مستقبلاً دورًا للتأهل إلى الألعاب الأولمبية في باقي الرياضات؟
تأكد من ذلك فاليوم بدأنا برياضتي السباحة والمصارعة ونحن نعمل على أن يكون لنا أكثر فاعلية في باقي الرياضات التي سنسعى من أن تكون نتائجها تأهيلية للألعاب الأولمبية، وأنا جد متأسف من غياب رياضتي المفضلة عن طبعة وهران، إلا أننا سنتدارك الوضع في مستقبل الطبعات.
• ماذا عن تنظيم بعض المنافسات الرسمية الدولية في بعض الرياضات في نفس فترة تنظيم الطبعة الـ 19، على غرار البطولة الافريقيىة كرة اليد بالمغرب وكذا مونديال السباحة، هل هناك جديد في رسالتكم الأخيرة لرئيس اللجنة الدولية الأولمبية؟
نعم فقد توصلنا لإتفاق مبدئي وتطمينات من رئيس اللجنة الدولية الألمانية توماس باخ حتى يكون هناك إعادة النظر في البطولة الإفريقية لكرة اليد التي ستنظم بالمغرب، حيث إلتمسنا تجاوبا من رئيس الجامعة المغربية ننتظر أن يفصل الأمر بشكل رسمي، أما البطولة العالمية للسباحة فهناك أيضًا تطمينات أيضًا لتأجيلها لأربعة أيام، يبقى الإشكال حاليًا في رياضة كرة الماء سنرى ما ستحمله الأيام المقبلة من جديد.
• في الأخير بعيدًا عن الأجواء التحضيرية لهذه الألعاب، فكما نعلم أن هذه ثاني زيارتكم لوهران، كيف ترى المدينة؟
صراحة تملكون مدينة ساحرة ساحلية تطل على البحر الأبيض المتوسط، لها خصائص كفيلة بأن تسحر قاصديها، وهو ما جعلني أردد في الندوة الصحفية أن الطبعة الـ 19 للألعاب المتوسطية سيكون لها إنعكاس إيجابي على هذه المدينة في الجانب السياحي، بل هي فرصة لأن تصبح وهران في المستقبل قبلة سياحية لشباب المتوسط فقد كسبتم الرهان بسحر هذه المدينة قبل بداية الألعاب وأنا جد سعيد بإحتضان وهران لهذه الدورة.