رغم أن ولاية وهران مقبلة على احتضان كبرى التظاهرات الرياضية المتعلقة بفعاليات الدورة ال 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي لم يعد يفصلنا على تنظيمها إلا قرابة ال 100 يوم فقط ، إلا أن العديد من المنشآت الهامة التي تحظى بها الولاية و التي تعتبر رمزا من رموزها التاريخية و العمرانية على غرار مقر بلدية وهران لا زال في وضع يرثى له منذ أزيد من 10 سنوات ، وهذا بسبب الإهمال الذي طالها و جعلها تبكي حالها من الداخل كونها تحولت الى خراب ، علما بان عملية الترميم التي استفاد منها المعلم اقتصرت على ترميم الواجهة الخارجية لا غير، و استثنت أشغال تهيئة الأسقف المهترئة و الأجنحة و التي يعود تاريخ إنشائها إلى سنة 1886 ، مع أن مقر البلدية يعد من أبرز المعالم الأثرية ومحطة سياحية هامة ظلت أبوابها موصدة لأعوام و ستكون قبلة لزوار المدينة الذين سيشاركون في الحدث ، و حتى تدخل مديرية السياحية ينحصر في إدراجها ضمن المعالم التي سيتم إضاءتها فقط .
وما تجدر الإشارة إليه هو أن بلدية وهران قامت خلال السنوات الماضية حسبما أكدته مصادر مطلعة بتكليف مؤسسة ايطالية بعملية الترميم ولكنها لم تباشر آنذاك في أية أشغال نتيجة لعدم إمضاء أي عقد معها ، حسبما أفادت به مصادر مطلعة وبقي بعدها المشروع حبيس الأدراج الى غاية سنة 2015، أين أوكل الانجاز الذي حددت مدته ب 18 شهرا إلى مجمع حسناوي على أن يتكفل بترميم المظهر الخارجي لهذا المعلم التاريخي وإعادة تهيئة الأسقف والسلالم كمرحلة أولى بغلاف مالي يقدر ب 25 مليار سنتيم، وهذا تبعا للدراسة التي أنجزت بخصوصه آنذاك حتى يسلم وفقا للشروط المطلوبة والمتفق عليها، ومع هذا تم القيام ببعض الأشغال الداخلية وترميم الواجهة وبقيت أسقف هذا الصرح مهترئة ومنهارة حسبما أوضحه لنا مدير التعمير الذي أكد بأنه سبق لهم و أن رفعوا هذا الملف الى والي وهران السابق و لكن الوضع بقي على حاله الى أن طال المشروع التجميد شأنه شأن العديد من المشاريع الأخرى و من بينها فندق " شاطوناف" ، مع التذكير بان هذا الصرح المهل لا زال من بين أهم انشغالات ساكنة وهران و حتى زوارها الذين ناشدوا السلطات المحلية من أجل الالتفاتة اليه و إعادة الاعتبار له للحفاظ عليه من الاندثار.
و لدى رفعنا هذا الانشغال الى بلدية وهران أكد المكلف بالإعلام بوحميدة ابراهيم بأنهم على اطلاع تام بهذا الإشكال و سيتم إدراجه ضمن المداولات التي سيعقدها المجلس بعد انقضاء فترة الألعاب المتوسطية على غرار عدة مشاريع أخرى حتى يتسنى بعث أشغال إعادة تهيئتها و ترميمها .