دعا وزير الصحة عبد الحق سايحي، اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، كافة الفاعلين إلى "مضاعفة العمل وتكثيف الجهود" لتحقيق الأهداف المسطرة في مجال تحسين الصحة العقلية.
وأوضح السيد سايحي في كلمة ألقاها خلال اشرافه على الاحتفال باليوم العالمي للصحة العقلية أن ترقية الصحة العقلية من "الأولويات" و يتجلى ذلك من خلال الإجراءات المتخذة والتي "سيتم دعمها"، داعيا بالمناسبة كل الفاعلين من سلطات عمومية ومهنيين وكذا القطاعات الشريكة والمجتمع المدني ل"مضاعفة العمل وتكثيف الجهود من أجل تحقيق الأهداف التي سطرناها لتحسين الصحة العقلية".
وبعد أن أشار الوزير الى أن الاحتفال باليوم العالمي للصحة العقلية، يأتي هذه السنة في "سياق خاص لتراجع" وباء كوفيد-19، أبرز ان هذه الجائحة "سيكون لها تأثير نفسي كبير يقتضي مضاعفة الجهود من أجل المرافقة النفسية للمرضى وأسرهم وكذا موظفي الصحة".
وذكر أن الجزائر أدرجت في دستورها "حق المواطنين في حماية صحتهم" وقامت باستثمارات "مهمة منذ الاستقلال لتوفير رعاية صحية متكاملة للجميع" مؤكدا في نفس الإطار أن الصحة العقلية "حقا أساسيا" اذ تعتبر "إحدى اهتمامات الصحة العمومية كما أكده قانون الصحة".
ولفت نفس المسؤول، إلى أن السياسيات المعتمدة في هذا المجال مكنت الجزائر من "إحراز تقدم معتبر سواء من حيث الهياكل التي بلغ عددها 24 مؤسسة استشفائية متخصصة" بالإضافة إلى المصالح المتواجدة في المراكز الاستشفائية الجامعية وبعض المؤسسات العمومية الاستشفائية أومن حيث الموارد البشرية وكذا "الانتشار الواسع" للتكفل بالصحة العقلية على مستوى المؤسسات الجوارية والعيادات الخاصة.
وأكد الوزير ان قانون الصحة و الشروع في تنفيذ المخطط الوطني لترقية الصحة العقلية هو من " الأدوات القيمة لتحسين الصحة العقلية"، وأضاف في نفس السياق أن المخطط الوطني لترقية الصحة العقلية (2017-2020)، الذي يتضمن 6 محاور "استراتيجية جاء مكملا" للبرنامج الوطني للصحة العقلية.
كما أفاد الوزير أنه بالرغم من الإجراءات التي تم اتخاذها إلا انه " لا تزال هناك بعض التحديات" لاسيما ما تعلق ب"البصمة السلبية التي لا تزال تلاحق المصابين باضطرابات عقلية" مشددا على ضرورة تعزيز التعاون متعدد القطاعات وتعزيز الطب النفسي للأطفال الذي شهد "تطورا ملحوظا" مؤخرا.
وكشف السيد سايحي انه سيتم التطرق خلال الاحتفال بهذا اليوم إلى مشروع التقسيم القطاعي للرعاية الخاصة بالصحة العقلية لاسيما "الاستشفاء الإجباري" الذي "يشكل عنصرا هاما " في تنفيذ المخطط الوطني لترقية الصحة العقلية إلى جانب "مسألة الدعم النفسي في حالة الأزمات".
وأضاف السيد سايحي أنه من أجل تلبية احتياجات التكوين فيما يخص التدخل النفسي بعد الأزمات، "يتم حاليا تطوير دليل بدعم من المنظمة العالمية للصحة وستتم مناقشة مسودته الأولى ظهر اليوم".
بدوره، أفاد ممثل المنظمة العالمية للصحة بالجزائر السيد نوهو امادو، أن الجزائر "في الطريق الصحيح" فيما يخص التكفل بالصحة العقلية، مبرزا أن الاحتفال بهذا اليوم الذي يأتي هذه السنة تحت شعار "الصحة العقلية للجميع" هو مناسبة لإبراز التحديات التي تواجه الصحة العقلية.