اشرف اليوم وزير المجاهدين الحقوق "العيد ربيقة , رفقة مستشار رئيس الجمهورية "عبد الحفيظ علاهم وأعضاء من الحكومة والأسرة الثورية ، على إطلاق العرض الشرفي للسلسلة الوثائقية "كايان، قصة جحيم " في جزئها الأول من 4 حلقات و52 دقيقة لكل حلقة من إنجاز
وزارة المجاهدين وذوي الحقوق ومن إخراج المبدع "سعيد عولمي " محاكاة لمعاناة الجزائريين في معتقلات الموت ب غويان الفرنسية، تمكن من خلالها المخرج من إيصال الصورة السوداء للمستدمر الفرنسي الذي تفنن في تعذيب وتشريد الجزائريين ، لينقل صورا بشعة لماوراء ضفة المتوسط ظلت لوقت غير بعيد من الطابوهات ، عانى أصحابها من ويلات المنفى لأتفه الأسباب.
ونقل المخرج رفقة فريق العمل أدق التفاصيل عن تلك المعتقلات التي تتجاوز 10 جلها كمستعمرات مصغرة ، كانت بالفعل جحيما فوق الأرض لأفظع انواع التعذيب والتنكيل
فاختلف كل معتقل عن الآخر في أنواع العذاب التي اذاقها للمنفيين العرب ومن شمال افريقيا وخاصة الجزائريين
وحاول الفريق الذي نجح في نقل حجم المعاناة في استنطاق أبواب وجدران تلك المعتقلات التي ستظل إلى الأبد شاهدا حيا على فظاعة المستدمر الفرنسى، التي شهد بها حتى المؤرخون والباحثون الفرنسيون والأوروبيون منهم "ألبير كامو" فينيريك دوفرونس" ميشال بيار " وغيرهم"، واصفين تلك المعتقلات بغرف تحت المستوى البشري والتي يندى لها الجبين.
هذا ووجد المخرج في رحلته إلى ديار المنفى تقارير مؤلمة وسوداء عن منفيبن عانوا من أمراض السل و الشلل والعجز الكلي بسبب أشكال التعذيب والأشغال الشاقة التي مجبرين عليها ، ورواية قصص تدمي القلب لجزائريين غادروا بلدهم بمرارة على متن بواخر تستغرق 3 اسابيع للوصول، تم حبسهم داخل في أقفاص بإشكال كارثية تنعدم فيها الحياة الكريمة وهناك من مات قهرا داخل تلك البواخر ليجدوا أنفسهم جردوا من كل معاملة إنسانية داخل المعتقلات في مواجهة للموت البطيء ، في رحلة يتوقف فيها الزمن بأرقام تعوض أسماءهم إلى غاية إطلاق سراحهم أو موتهم ، وآخرين واجهوا الحيوانات المفترسة والحشرات السامة تسببت في بتر أعضائهم ليرموا دون شفقة ورحمة بعد موتهم لأسماك القرش في المحيط .
هذا التمييز الذي كان أشد عنصرية بأتم معنى الكلمة وفق المخرج في سرده فلن يسلم هؤلاء من الأشغال الشاقة نهارا والتكبيل ليلا ، ولم يقو البعض منهم على النوم من شدة العذاب ،فكانت لياليهم سوداء صامتة يقطعها عويل أو صراخ أو كوابيس المحتجزين
وانتهى إلى التأكيد أن هؤلاء لم يتجاوز معدل عمرهم هناك 4 سنوات بالنظر إلى الجحيم الذي عانوا منه.
والوزير يؤكد : العمل الوثائقي هو انفراد ، وسنكرم مستقبلا احفاد المنفيين
في نهاية العمل أكد وزير المجاهدين أن السلسلة الوثائقية هي انفراد أنجزته الوزارة عبارة عن تكريم لأرواح المنكل بهم في المنفى، وهو تأريخ لفصل مهم من حياة الجزائريين ، تسعى الوزارة من خلاله لبناء جسر ولحمة مع أجيال أبناء المنفى والذين سيتم تكريمهم مستقبلا بالنظر إلى معاناة آبائهم، واصفا العمل السمعي البصري بالفعل قصة جحيم يعرض لأول مرة
يوثق لتاريخ المنفيين والمهجرين الجزائريين في فتره وفي زمن المقاومة الشعبية في مستعمرة السجناء بأمريكا الجنوبية
قائلا إن السلسة جاءت لتكشف معاناة قمعية للمهجرين والمنفيين، مايبرز سياسات الاستعمار المتواصلة المتصلة بالتهجير وبالنفي وباعتماد سياسه الأرض المحروقة، لتكون شاهدا على جزائريين تم شحنهم بالآلاف من غير محاكمة وبكل إجرام، معتبرا ذلك من الملفات الجديدة التي تقف عليها الوزارة لم يتم التطرق إليها من قبل، والتي تدخل في إطار الاحتفال بالستينية التي تمتد إلى غاية 5 جويلية القادم وذلك ضمن مقاربة الأجداد والأرض.
بدوره المخرج السعيد عولمي اعتبر العمل من الطابوهات التي كشفت وحشية المستدمر الفرنسى ، حيث تكشف الأرقام عن نفي حوالي 20 ألف جزائري نحو المنفى وهو عمل يحتاج إلى دعم وتسهيلات ومرافقة من قبل السلطات
وهذا في انتظار استكمال الحلقات ال3 المتبقية من 52 دقيقة لكل حلقة، لافتا إلى أن الأمر يتعلق بقصص مأساوية حقيقية لنفي الجزائريبن نحو "كايان قصة جحيم " من سنة 1852
إلى 1938 من خلال الوثائق وهو تخليد لجزء من ذاكرتنا الوطنية، كون جل المنفيين ماتوا في صمت بعيدا عن الوطن.