أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة أن الدولة الجزائرية تولي أهمية كبيرة لحماية الذاكرة الوطنية حيث تعمل وزارته في هذا الإطار على التشجيع على كتابة التاريخ كاشفا في هذا السياق عن استلام أكثر من 800 عنوان جديد يتعلق مجملها بتسجيل مختلف المراحل التي شهدتها الثورة التحريرية.
وضمن هذا السياق ، وقال ربيقة خلال نزوله هذا الاثنين ضيفا على برنامج " ضيف الصباح " للقناة الإذاعية الأولى إن الدولة الجزائرية تولي أهمية كبيرة لحماية الذاكرة الوطنية وفقا لما تضمنه التعديل الدستوري الذي بادر إليه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مبرزا أهمية التواصل بين الأجيال في هذا المجال من خلال إشراك الشباب عبر المجلس الأعلى للشباب والمرصد الوطني للمجتمع المدني في جميع التظاهرات الخاصة بتخليد الأحداث الوطنية الكبرى والمحافظة على الذاكرة الوطنية .
وقال إن المنصة الرقمية " جزائر المجد " التي أطلقت بمناسبة ستينية الاستقلال هدفها التفاعل مع مختلف التظاهرات المخلدة لتاريخ الجزائر وهي تواكب البرامج المسطرة والنشاطات المرافقة لمختلف الفعاليات المقامة لتخليد ثورة نوفمبر الخالدة بالنظر إلى كمية المادة التاريخية التي تحتويها هذه المنصة، معلنا بهذه المناسبة عن مشروع جديد لإطلاق عدد من التطبيقات الرقمية قبل نهاية السنة وتتضمن بدورها مادة تاريخية دسمة وستكون في متناول الجميع .
وأضاف بأن وزارته تعمل على تعدد القنوات الخاصة بالمحافظة على الذاكرة الوطنية ومنها التشجيع على كتابة التاريخ كاشفا في هذا السياق عن استلام أكثر من 800 عنوان جديد يتعلق مجملها بتسجيل مختلف المراحل التي شهدتها الثورة التحريرية حيث تعمل لجنة مختصة على المراجعة والتدقيق لاعتماد العناوين المنسجمة مع المعطيات التاريخية.
وزيادة على ذلك، كشف ربيقة عن أن برنامج الوزارة يتضمن أيضا إنتاج أفلام روائية جديدة وأفلام وثائقية وفي مقدمتها السلسلة الوثائقية "كيان " والتي تتكون من أربعة أجزاء والتي تم عرضها أخيرا وتسلط الضوء على مختلف مظاهر البطش والتنكيل الاستعماري بالأسر والعائلات الجزائرية خلال مراحل المقاومات الشعبية ومنها مصادرة الأراضي وسياسة النفي وطرد الجزائريين إلى الخارج ، مشيرا إلى وجود أعمال جديدة يجري الإعداد لها تسلط الضوء على كبار قادة الثورة وتصور الأحداث الكبرى ومنها معركة "الجرف".
وفي معرض حديثه عن ثورة أول نوفمبر قال الوزير " إن الثورة التحريرية جاءت تتويجا لمسار طويل من المقاومة الشعبية والنضال السياسي عبر مختلف المراحل التي مرت بها الجزائر منذ أن وطئت فيه أقدام المستعمر الفرنسي أرض الجزائر الطاهرة عام 1830".
واعتبر العيد ربيقة أن الاحتفاء بالذكرى الـ68 لهذه المناسبة العظيمة يرمي إلى تجديد الوفاء والعرفان لقوافل الشهداء على مدار مختلف مراحل الكفاح بشقيه السياسي والعسكري من أجل تحقيق الاستقلال والحرية وضمان العيش بكرامة لمختلف الأجيال المتعاقبة منذ الاستقلال، مشددا في نفس الوقت على "أهمية عدم إغفال شهداء مظاهرات الثامن ماي الـ1945 وكذا أولئك المناضلين الذين بادروا إلى إنشاء المنظمة السرية والتي هيأت لتفجير ثورة نوفمبر 1954."
تزامن القمة العربية مع الذكرى الـ68 لثورة أول نوفمبر يعزز من نجاحها في لم الشمل العربي
وعن سؤال حول رهانات نجاح القمة العربية المنعقدة بالجزائر بالتزامن مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ68 لثورة نوفمبر الخالدة، قال وزير المجاهدين "إنها ترمز إلى وفاء وصدق الجزائر في التعاطي مع القضايا العربية وهذه حقيقة وقف عندها جل الإخوة العرب منذ استقلال الجزائر .
وقال إن الجزائر تتعاطى مع هموم وقضايا العرب بناء على المبادئ والأسس التي حددها بيان أول نوفمبر والتي تنص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتبني سياسة الاعتدال والوسطية عند مقاربة القضايا العربية، مشيرا إلى أن هذه الخصوصية الجزائرية يمكن البناء عليها لضمان توفير عوامل النجاح لأعمال القمة العربية .
وضمن هذا السياق ، قال إنه تم عرض الملحمة التاريخية " فاشهدوا "أمس الأحد بـ "أوبرا الجزائر" بحضور ضيوف الجزائر من وزراء الخارجية العرب و الإعلاميين وهي عبارة عن ملحمة تروي تاريخ الجزائر و نشأتها قبل مليوني وأربع مائة ألف سنة و تؤرخ لتعاقب الحضارات بالجزائر، وصولا إلى تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة بمختلف تفاصيلها و التي صنعت الفرد الجزائري وتفرده عن باقي الشعوب.
وقال إن الملحمة تتضمن مشاهد تبرز تلك اللحمة العربية التي نحن اليوم في أمس الحاجة إليها في وقت تسعى فيه الجزائر من خلال هذه القمة إلى لم الشمل العربي بما يتوافق مع تطلعات الشعوب العربية.