تشهد شوارع ولاية وهران انتشارا واسعا للمتسولين والمختلين العقليين والمهاجرين غير الشرعيين القادمين من بعض الدول الإفريقية ، حيث عادت الظاهرة للبروز بقوة في الأسابيع القليلة الماضية بعدما تم القضاء عليها في الأشهر المنصرمة حيث حرصت السلطات الولائية لمعالجة الأمر من خلال ترحيل النازحين وإيواء المتشردين والمختلين عقليا ومحاربة المتسولين الذين غزوا شوارع وطرقات المدينة سابقا .
ولكن اليوم وأنت تتجول مشيا على الأقدام وسط مدينة وهران يصادفك بنهج الأمير عبد القادر أو شارع محمد خميستي أو شارع مستغانم على بعد 5 أو 10 أمتار إما متشرد أو مختل عقليا يفترش الأرض وحوله أكوام من الأوساخ التي يحملها أينما ذهب وهؤلاء الأشخاص يقومون باستوقاف المارة إن لم نقل بمهاجمتهم مطالبين أموالا أو أكل وفي حال عدم الاستجابة لطلبهم يتعرض المارة لمختلف أنواع السب والشتم ومرات إلى الضرب ، ومادمنا نتكلم عن وهران وسط تجدر الإشارة إلى سوق الأوراس (لاباستي ) بات يعج بالمتسولات اللواتي أصبحت يطلبن المال بطريقة عنيفة حيث يعتمدن إرعاب المتسوقين خاصة النسوة منهن ،وللإشارة وحسب العديد من الإحصائيات فان ظاهرة التسول أصبحت "مودة" أكثر منها ممارسة بغرض سد الحاجة لانعدام المدخول لدى هذه الفئة ،حيث أصبحوا يفضلون كسب "المال السهل " بطريقة مريحة ولا تكلف شقاء العمل والكد لكسب قوت حلال .
أما بالنسبة لفئة النازحين الأفارقة فإننا نجدهم منتشرين وسط الباهية ، كما ينتشرون بقوة عند إشارات المرور الضوئية والطرقات المتقاطعة ، فمثلا عند تقاطع الطرق بشارع الألفية (ميلينيوم) ببلدية بئر الجير هنا تجد العشرات من النساء رفقة أطفالهن الذين تتراوح أعمارهم ما بين شهر واحد إلى 14 سنة، فإلى جانب التسول أصبحوا يمارسون مهنة غسل زجاج السيارات بدون استئذان صاحب المركبة ، مما يسبب إزعاجا لصاحب السيارة وفي حال رفض إعطائهم إكرامية يسبونه ويخدشون سيارته بقطع حديدية يحملونها بأيديهم ونفس الأمر يشهده الطريق المحاذي لمستشفى الأطفال بكنستال ، ويترك هؤلاء النازحين عند مغادرتهم لتلك الأماكن أكوام من القاذورات من بقايا الطعام والألبسة الممزقة وغيرها من الأوساخ ، الأمر الذي يشوه المنظر الجمالي للباهية وهران الذي يسهر عمال بلديات وهران ليلا نهارا للحفاظ عليه .