أقيمت زوال اليوم الطبعة الثالثة لعيد "كليمونتين مسرغين" بساحة أول نوفمبر 1954 ببلدية مسرغين، حيث أصبح هذا الاحتفال تقليدا سنويا له صدى محلي ووطني يقبل عليه المواطنون بكثرة، وعلى الأخص سكان هذه المنطقة الفلاحية الذين يفتخرون كون بلديتهم هي مهد هذه الفاكهة اللذيذة.
الاحتفالية شارك فيها أكثر من 35 عارضا مختصا في شعبة الحمضيات أغلبهم من منتجي البرتقال بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى زيت الزيتون وعسل النحل، وحضرتها جمعية مزارعي "كليمونتين مسرغين" والمجلس المهني المشترك للحمضيات لولاية وهران، وعدة منتجين للحمضيات من ولايات غرب البلاد، ونظمتها غرفة الفلاحة ومديرية المصالح الفلاحية لوهران، بالتنسيق مع المجلس الشعبي لبلدية مسرغين.
الطبعة الثالثة تم افتتاحها من قبل رئيسة دائرة بوتليليس، ورئيس المجلس الشعبي لبلدية مسرغين السيد محمد بلقاسم عبد الوهاب وبعض أعضائه، بالإضافة إلى السلطات المدنية والعسكرية والمجتمع المدني، أين تم غرس الشجرة رقم 4031 بالمناسبة.
واتسمت الإحتفالات بطابع الحميمية، إذ كانت فرصة مواتية لهؤلاء العارضين، لتقديم منتوجاتهم التي أعجب بها الحاضرون وعلى الأخص رئيسة دائرة بوتليليس التي حضرت التظاهرة لأول مرة بعد تنصيبها حديثا من قبل والي الولاية، كما كانت أيضا فرصة لهم لعرض مشاكلهم على السلطات المحلية، ومنها الطرقات غير المعبدة التي تعيق تسويق منتوجاتهم وتمنع الزبائن من الوصول إليهم بسبب وضعيتها المهترئة، بالإضافة مشكل الإنارة الريفية ما يكبدهم خسائر معتبرة بسبب تلف مضخاتهم، وأيضا مشكل قلة المياه، حيث طالبوا بمنحهم رخصا لحفر الآبار أو استرجاع تلك التي تشرف عليها شركة المياه والتطهير لوهران، علما أنه تم تزويدهم ببئرين فقط السنة المنصرمة، وهو ما اعتبروه قليل جدا ولا يفي بالغرض المطلوب.
كما طالبوا أيضا بتوسيع مساحة زراعة الحمضيات لاسيما "كليمونتين مسرغين"، وتوسيم هذه الفاكهة، وإعادة الاعتبار لبساتينها، وإرشاد وتوعية المنتجين، والمشاركة في المجلس المهني المشترك لشعبة الحمضيات، وفي هذا الصدد وعدتهم رئيسة الدائرة ورئيس المجلس الشعبي البلدي بتنظيم يوم خاص لهم، تحضر فيه كل المصالح المعنية، ليعرضوا مشاكلهم والبحث في الطرق الكفيلة بحلها، خاصة وأن هذا النوع من الفواكه يكثر عليه الطلب، لكنه يعرف غلاء فاحشا في السنوات الأخيرة بسبب هذا النوع من المشاكل.
ما تجدر الإشارة إليه هو أن وهران تتوفر على 415 هكتارا من المساحة المزروعة بالحمضيات الموجودة بمنطقتي مسرغين وبوتليليس، وفاق الإنتاج 41 ألف قنطار خلال السنة الماضية، علما أنّ "كليمونتين مسرغين" لها خصائص متميزة عن باقي أصناف البرتقال الأخرى، لمذاقها الحلو والفيتامينات التي تتوفر عليها.