* “سي عبد الخالق اليمني” كان أول قائد للمنطقة السادسة (سعيدة ومعسكر) بالولاية الخامسة التاريخية
* النقيب زهدور محمد كان العقل المدبر للثورة رفقة الرئيس هواري بومدين والعقيد عثمان والرائد رشيد والعقيد العربي بن مهيدي وعبد الحفيظ بوصوف والشهيد حمو بوتليليس ..وآخرين
* مديرة المجاهدين السيدة خديجة بهلول توشح أرملة الشهيد البطل بالعلم الوطني
يعود الأبطال بشهادة التاريخ وما تحمله ذاكرة الثورة والجهاد ..يعود اليوم الشهيد النقيب زهدور محمد المدعو “سي عبد الخالق اليمني”..بطل من قادة الثورة وكبار الجزائر .. العقل المدبر والشاب المقدام والمرشح لقيادة الجزائر وتسيير شؤونها بعد الاستقلال.. رفيق درب الرئيس هواري بومدين والعقيد عثمان والرائد رشيد والعقيد العربي بن مهيدي وعبد الحفيظ بوصوف والشهيد حمو بوتليليس ..وآخرين من رجالات الجزائر الأفذاذ ..
يعود اليوم الشهيد البطل، أول قائد للمنطقة السادسة (سعيدة ومعسكر) بالولاية التاريخية الخامسة، في ذكريات زوجته الحاجة بختة أوسوكين، التي تركها الشهيد أرملة في العشرين من عمر الشباب، فحفظته وصانت عهده وخلدت ذكراه .. لا تترك الحاجة بختة سانحة إلا وتتحدث فيها عن مواقف الرجل وتضحياته وبطولاته وحياته التي سبّلها لتحيا الجزائر..وهي تحتفظ بسِماتِ وجهه الوسيم الخجول مرسومة على بعض الصور التي تخبئُها بين الأشياء والحاجات الثمينة والعزيزة والغالية ..
الحاجة بختة تتذكر جيدا آخر لحظة، غادر فيها زوجها الشهيد عبد الخالق اليمني منزله في 1958، كان رفقة الرئيس هواري بومدين، بالحدود الجزائرية المغربية،خرج ولم يعد ، الحاجة بختة تقول انتابها في تلك الأثناء إحساس أنّ زوجها سوف لن يرجع، وتلقت خبر استشهاده دون أن تراه أو تزور قبره إلى اليوم، فهو الشهيد بدون قبر، وقد سعت واجتهدت مع الكثيرين لمعرفة مكان دفنه لكن لم يتحقق لها ذلك ..
كنا محظوظين في جريدة “الجمهورية” بأن نرافق مديرة المجاهدين السيدة خديجة بهلول ومجاهدين من المنظمة الوطنية للمجاهدين والجمعية الوطنية للمحكوم عليهم بالإعدام، المجاهدة الحاجة بختة أوسوكين عرفانا لما قدمه زوجها الشهيد للجزائر ولما شاركت به الحاجة من جهاد في ثورة التحرير المباركة..
المجاهدة الحاجة بختة أوسوكين تحدثت كشاهد عيان عن البطل زوجها وبواسل الثورة الجزائرية ( نقلنا ذلك في شهادة مصورة، نشرناها عبر الصفحة الإلكترونية للجريدة واليوتوب) وبدقة أكثر عن المهمة التي أشرف عليها الشهيد عبد الخالق اليمني في 1955 والخاصة بجمع الأسلحة التي كان مخزنا لها أحد البيوت بمنطقة العنابرة بمسيردة الفواقة، وتقول الحاجة بختة أنّ الرجال جمعوا ترسانة من أنواع السلاح ووزعوها لدعم الثورة المباركة في كل ربوع الوطن، وأشارت إلى ردة فعل الاستعمار الغاشم الذي استعمل كل الوسائل للإطاحة بالأبطال الذين كانوا يتخبؤون بأحد البيوت بالغزوات، وفي هذه الفترة تعرضت الحاجة بختة ووالدة الشهيد عبد الخالق، إلى التنكيل والضرب من قبل المستعمر لرفضهما الكشف عن مكان الثوار .. حينها أرسل قادة الثورة، العقيد العربي بن مهيدي للاطمئنان على عائلة زهدور محمد الذي تعهد بالانتقام وبمواجهة فرنسا أكثر من ذي قبل ..
تضيف الحاجة بختة: الذي تكفل بمهمة جمع وحماية الأسلحة إضافة إلى هواري بومدين وعبد الحفيظ بوصوف والعقيد عثمان والرائد رشيد، العربي بن مهيدي والمجاهد البطل زرقيط لخضر وكثيرين ممن تشهد لهم الولاية الخامسة التاريخية بالكفاح والتضحية والبسالة والشجاعة والتوجيه والقيادة والتخطيط والتدبير لأعظم ثورة تحررية شهدها العالم إلى اليوم ..
الحديث شيق مع المجاهدة الحاجة بختة أوسوكين ..والكتابة عن وجوه الثورة الجزائرية لن يتوقف عند بضعة أسطر كهذه، وإن دوَّنها التاريخ في كتب، فهي ليست كافية، والكشف عن تفاصيل حياة وجهاد واستشهاد القائد زهدور محمد عبد الخالق اليمني، غوص في الثورة والذاكرة ووقفة عرفان لمآثر الرجال الأشاوس ..وما أحوج التاريخ لأن يكتب عن اليمني وما قدمه للثورة والأجيال ..
تلقّت المجاهدة الحاجة بختة أوسوكين العديد من التكريمات تعترف بالشهيد عبد الخالق اليمني، آخرها كانت في 2012- 2013 بمناسبة تخرّج الدفعات التي حملت اسمه، ونَظَّم آنذاك اللواء حاجي زرهوني بالناحية العسكرية الثانية حفلا كبيرا على شرفها ..الحاجة بختة توصي في رسالتها إلى أجيال الاستقلال بأن يحفظوا أمانة الشهداء، ويحافظون على الجزائر الحبيبة ..