مسار المجاهد أحمد سماش في ندوة تاريخية
نظم المكتب الولائي لمنظمة المجاهدين بالتنسيق مع جمعية المقاومين و ذوي الحقوق و المكتب الولائي لاتحاد النساء الجزائريات، المنظمة الولائية لأبناء الشهداء، مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف ندوة تاريخية حول شخصية المجاهد أحمد سماش بمقر المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين بحضور السيد المفتش العام للولاية بالنيابة عن السيد والي الولاية، و كذا ممثلي السلطات المحلية المدنية و العسكرية، الأسرة الثورية، المجتمع المدني ، وهذا في اطار إحياء الاحتفالات بالذكرى المزدوجة لليوم الوطني للمجاهد 20 اوت 1955-1956 ، حيث تضمنت الندوة مداخلة البروفيسور محمد بلحاج حول مسار النضالي أثناء الثورة المجيدة و بعد الاستقلال للمجاهد، هذا الرجل الذي التحق في عز شبابه في صفوف النضال من أجل حرية الجزائر رفقة عدة مجاهدين و شهداء معروفين في ساحة الجهاد بوهران ، فلقد كان أحد المؤسسيين و الأعضاء الفاعلين في الحركة الوطنية ثم المنظمة السرية بوهران وأحد مفجري الثورة بمنطقة وهران ، و عرف بشهادة رفقائه أنه قد بث الرعب في أوساط السلطات الفرنسية بفضل حنكته و ذكائه رفقة زميله سكيو بغداد الذي قامت السلطات الفرنسية بالبحث عنهما سنة 1956 و عرضت بخصوصهما مكافئة 500 ألف فرنك فرنسي لكل من يدلهما عن سماش و سكيو ، علما و أن الاثنين كانا أحدا الفاعلين في الحركة الوطنية و مفجري الثورة بمنطقة وهران. واشتهر سيكو رفيق سماش أيضا بوضع القنابل و زعزعة استقرار الكولون الذي كان يحضى بمعيشة مثالية و استعباد أهل الدار، ليستشهد بجبال تارڨة بولاية عين تموشنت بعد اشتباك عنيف ضد القوات الفرنسية.
بعد الاستقلال ، استلم مهام المدير العام للأمن الولائي بوهران ثم عمل بعد ذلك بشركة سونلغاز و عاش متواضعا بسيطا حتى وافته المنية في 10 نوفمبر 2002 .
شهادات حية عن الرجل
قدمت صاحبة فكرة تكريم الرجل و عائلته السيدة ماحي الشريفة الأمينة الولائية للاتحاد العام للنساء الجزائريات مداخلة حول خصال الرجل الذي عملت إلى جانبه في صفوف جبهة التحرير الوطني بمنطقة وهران مبرزة خصاله و تاريخه المشرف الذي يجب أن يكتب في صفحات تاريخنا المجيد خاصة و نحن نحتفل بالذكرى المزدوجة ليوم المجاهد في حين قدم المجاهد قدور حصام شهادته حول الرجل الذي نوه بمساره المشرف مبرزا أن أكثرية من التحق بصفوف النضال كانوا مراهقين لم يكملوا سن السادسة عشر من أعمارهم .
من جهة ثانية صرح الحاج بودين محمد رئيس جمعية تواصل الأجيال لأبناء الأسرة الثورية لولاية وهران قائلا : لقد أحيت منظمة المجاهدين بالتنسيق مع عدة جهات من الأسرة الثورية لولاية وهران اليوم الوطني للمجاهد الموافق لـ 20 أوت من كل سنة، وهي الذكرى المزدوجة للهجوم على الشمال القسنطيني1955 ومؤتمر الصومام 1956، وتعد أحداث الشمال القسنطيني منعطفا هاما في مسار ثورة نوفمبر 1954 بما ترتب عنها من نتائج من الناحية العسكرية والسياسية، سواء داخليا، بقطع الطريق أمام المتشككين والمترددين، وكذا ادعاءات فرنسا أن ما وقع، بعد نوفمبر، هو عمل متمردين وقُطاع طرق ولصوص، فجاءت هذه الأحداث لقطع دابر هذا الإدعاء من ناحية، رغم أن ما كانت تعتبره وتسميه فرنسا " تمردا"، لم يولد في الأوراس فقط، وهو واحد من عناصر قوة هذه الثورة التي ولدت ذات ليلة من أول نوفمبر 1954 وأعلن عنها بالعديد من الهجومات شملت جميع ربوع الجزائر، إلى جانب انعقاد مؤتمر الصومام 20 أوت 1956 الذي كان مؤتمر ضرورة لتقييم المرحلة الأولى من الثورة المسلحة، ولوضع الخطوط العريضة لمواصلة الكفاح المسلح والتخطيط للحل السلمي من أجل استرجاع السيادة الوطنية كما أنه كان إجراء حتميا لتزويد الثورة بقيادة مركزية وطنية موحدة. وتقوم بتنظيم وتسيير الكفاح المسلح زيادة على توحيد التنظيم العسكري وتحديد المنطلقات السياسية والإيديولوجية التي تتحكم في مسار المعركة وتوجهها. وكذلك تدارك النقائص خاصة فيما يخص نقص التموين وقلة التمويل وضعف الاتصال بين المناطق. كل هذه العوامل أدت إلى عقد مؤتمر الصومام الذي يعد أول اجتماع للمسؤولين السياسيين. و اليوم قدم البروفيسور محمد بلحاج الضوء على احدى الشخصيات البارزة في وهران و هو المجاهد أحمد سماش و كانت شهادات رفقاء الكفاح مهمة خاصة بالنسبة لجيل الاستقلال الذي حضر هذه الندوة التاريخية .
إلى جانب تقديم شهادات حية لرفقاء المجاهد، و إلقاء مقاطع شعرية في الملحون للشاعر كريم عطلي. تم تكريم عائلة المجاهد المرحوم سماش أحمد و بعض عائلات الشهداء و المشاركين بالمناسبة.