أشاد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والأمين العام لجبهة البوليساريو, ابراهيم غالي, اليوم الأربعاء بدودوما ب"الموقف المبدئي الراسخ" الذي تبنته تنزانيا والمساند لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير, منذ اندلاع الكفاح التحرري ضد اسبانيا والمغرب, و احتلالهما لأجزاء من تراب الصحراء الغربية, العضو المؤسس في الاتحاد الإفريقي.
و أبرز السيد غالي في كلمة أمام المشاركين في أشغال المؤتمر العاشر لحزب الثورة التنزاني (حزب تشاما تشا بيندوزي), المنعقد يومي الأربعاء و الخميس, أن مواقف تنزانيا "المبدئية والمحترمة" تنطلق من قناعة راسخة بأن التساهل مع أي عمل غير مسؤول يعد "جريمة في حق إفريقيا, كونه يؤسس لتقويض الأسس التي قام عليها الاتحاد, ومن ثم السعي لتدمير هذا الصرح القاري من الداخل, في استخفاف و احتقار تجاه شعوب القارة وتضحياتها الجسام".
وتوقف الرئيس الصحراوي عند "العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين حزب الثورة التنزاني وجبهة البوليساريو", لافتا إلى أنهما "يشتركان معا ومع كل حركات التحرر والأحزاب التقدمية الإفريقية, المبادئ والأهداف السامية نفسها, وخاصة عندما يتعلق الأمر بالعمل من أجل وحدة شعوب إفريقيا وتحرير القارة من كل مظاهر ومخلفات الاستعمار, وتكثيف الجهود من أجل النهوض بالعمل الإفريقي المشترك (...)".
ووجه ابراهيم غالي شكره باسم شعب وحكومة الجمهورية الصحراوية وباسم جبهة البوليساريو, إلى رئيسة تنزانيا, سامية صولوحو ولقيادة حزب الثورة التنزاني و إطاراته ومنتسبيه, على "موقف تنزانيا المبدئي والمحترم, المدافع عن حق شعبنا الثابت في ممارسة تقرير المصير و استكمال السيادة على كامل وطنه المستقل, وبالتالي تصفية آخر مظاهر الاستعمار في إفريقيا".
و استذكر بالمناسبة تضحيات تنزانيا وشعبها بقيادة حزب الثورة, ومعاناتها جراء حصار اقتصادي ظالم بسبب مساندتها ومؤازرتها لقوى التحرر في إفريقيا والعالم, مشيرا إلى انه وعلى الرغم من كل ذلك, فإن الأمر "لم يثنها عن التمسك بالدفاع عن المبادئ الإنسانية السامية, التي تؤكد على حقوق الشعوب في تقرير المصير والديمقراطية والمساواة, وتقر بأن السلام العالمي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان مبنيا على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر بين الشعوب والأمم, وتطبيق الشرعية الدولية ونبذ كل أشكال الظلم والعدوان".
يشار الى أن السيد غالي يشارك في أشغال مؤتمر الحزب الثوري التنزاني, الأربعاء و الخميس, بعد تلقيه دعوة رسمية من رئيسة الحزب ورئيسة جمهورية تنزانيا الإتحادية, سامية صولوحو, حيث توجه الى دودوما على رأس وفد هام يضم عدة مسؤولين, منهم وزير الخارجية محمد سالم ولد السالك.
ويعرف الحزب الثوري التنزاني بمواقفه المتضامنة والمساندة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال, والمطالب بإنهاء آخر مستعمرة في القارة السمراء.