بلغت نسبة الأشغال في الرصيف الاصطناعي في عمق بحار الساحل الغربي من الجزائر بالتحديد في شواطئ الأندلسيات بولاية وهران قرابة الـ 40 بالمائة من أصل 10 هكتارات والتي وضعتها الدولة الجزائرية تحت تصرف الجمعية البيئية البحرية "بربروس" هذه الجمعية التي أخذت من نبتة "الضريع البحري " (البسيدونيا) ، كما سيقوم الباحثين والقائمين على ذات المشروع بتغطيس المدينة البحرية خلال الشهر الجاري والتي تحمل اسم (رو1) .
ويعتبر زرع العشب الاصطناعي الأول من نوعه على مستوى الوطني وكذا شمال إفريقيا والذي يحمل اسم " مشروع بيوقيس" نسبة لاسم صاحب الفكرة الدكتور حسين قيس بومدين مختص في تنوع الكائنات والمخلوقات البحرية والنباتات والحيوانات القاعية بوهران والشمال الغربي الجزائري وهو أحد مؤسسي مخبر "شبكة مراقبة البيئة" وعضو فاعل وناشط بالجمعية "بربروس" .
وقد عرفت فكرة الرصيف الاصطناعي النور سنة 2015 لتقنن سنة 2019 وحددت مساحة 10 هكتارات في أعماق شواطئ بوسفر لتجسيد الفكرة والتي كان شعارها "من أعماق قاحلة رملية إلى أعماق غنية ، متنوعة ومنتجة " ، وحسب السيد أمين شاقوري عضو جمعية بربروس فان المشروع سيتم الانتهاء منه خلال الثلاثي الثاني من سنة 2023 بعد 10 سنوات من البحث والعمل لتجسيده على أرض الواقع .
وعن هذا المشروع يقول لنا صاحبه الدكتور قيس :" قمنا بغرس العشب الاصطناعي وقد تجاوب معنا واتسمت العملية بنجاح ونسعى جاهدين لإتمامه في أقرب فرصة وهذا لأننا نسعى لتعميمه عبر طول الشريط الساحلي للجزائر ، كما أننا سنقول خلال الأيام القليلة المقبلة بتغطيس المحمية البحرية وهذا المسكن الثاني للمخلوقات البحرية ويعتبر المشروع الأول من نوعه في الجزائر والبحر الأبيض المتوسط ، إلا أننا د متأخرين في إنشاء مثل هذه المشاريع مقارنة بالعديد من الدول المتطورة على سبيل المثال الصين والتي تحوي مساحات شاسعة من الأرصفة الاصطناعية تعود عليها بالنفع المادي الكبير ، وعليه نحن أعضاء الجمعية نعمل بوسائلنا البسيطة على تطوير المجال في بيئة جد صعبة تحتاج الكثير من الدعم المادي والمعرفي "
وبالنسبة للمحمية البحرية والتي سيتم تغطيسها بجزر "حبيباس" الكائنة بولاية وهران فقد تم العمل عليها ما بين الجمعية البحرية "بربروس" والمحافظة الوطنية للسواحل حسب ما صرح لنا به السيد شاقوري .
ولهذه المشاريع السالفة الذكر عدة منافع نذكر منها : زيادة الثروة السمكية ، خلق مساكن للمخلوقات البحرية وهذا يدخل في إطار إستراتيجية الدولة الجزائرية في إنعاش وتطوير الاقتصاد الأزرق والذي ينطوي تحت لواء قطاع الصيد البحري وتربية المائيات ، كما تعد أقطاب مفتوح ومتحف طبيعي لاستقبال الطلبة القاصدين التكوين في مجال علم البحار وتطوير البحث العلمي .
ولجمعية بربروس عدة نشاطات قيمة في مجال حماية البيئة عامة وعالم البحار خاصة منذ تأسيسها سنة 2011 ، حيث تقوم أيضا باسترجاع الشباك المهملة في البحار وتنظيم معارض تقدم من خلالها اهم الصور والحيوانات والأعشاب التي تم التقاطها من طرف أعضاء الجمعية من الغواصين والبحارة وتقديم دورات تكوينية لفائدة الراغبين في ولوج علم البحار ولها عدة اتفاقيات مع المؤسسات الجامعية وأهمها الاتفاقية التي تجمعها بمخبر "شبكة مراقبة البيئة " التابع لكلية علوم الطبيعة والأرض لجامعة وهران (1) محمد بن أحمد .

بارك الله فيكم وجزاكم فضلا كبيرا على المجهودات التي تقومون بها رغم قلة الامكانيات لكن الإرادة كبيرة وفقكم الله.