نظمت الهيئة العليا للذخيرة العربية التابعة لجامعة الدول العربية، يوم الاثنين بالمكتبة الوطنية بالجزائر العاصمة، ندوة علمية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية المصادف ل 18 ديسمبر من كل عام، تم خلالها تقديم الخطوط العريضة لهذا المشروع اللغوي الرائد الذي أطلقه العالم اللساني الجزائري الراحل عبد الرحمان حاج صالح.
و عرف هذا اللقاء مشاركة العديد من الأكاديميين والباحثين المختصين في الحقل اللساني واللغوي ومجالات البرمجيات والوسائط الحديثة حيث تناولوا أهم مضامين مشروع "الذخيرة العربية" الذي أطلقه عبد الرحمن حاج صالح وصادق عليه المجلس الوزاري العربي في 2008 وأنشأ له هيئة مقرها الجزائر.
و قدم المدير العام للهيئة, الباحث اللغوي شريف مريبعي, نظرة عن هذا المشروع وأهميته وأبعاده وكذا استراتيجية تنفيذه وأهميته في رقمنة وحوسبة خزانة التراث الفكري العربي والإلمام بإنتاج الآخرين وترجمته ونقله إلى اللغة العربية.
و أوضح السيد مريبعي أن "الرهان اليوم هو في كيفية جعل اللغة العربية لغة التجارة والسياحة ولغة التقنية ..", مضيفا أنه "لا يمكن خدمة اللغة العربية بالخطب المناسباتية الرنانة ولا بالشعارات البراقة ولكن خدمتها تكون بجعلها لغة اليومي والتعامل مع الآخر".
و قدم المتحدث, وهو أيضا أكاديمي سابق, نظرة عن المشاريع والتجارب الناجحة التي تسعى لخدمة اللغة العربية معتبرا الهيئة "واحدة من تلك المشاريع الطموحة التي تهدف إلى جمع وترويج التراث الفكري العربي وثرائه وتقديمه للعالم وجعله مواكبا للعصر والعولمة".
كما عرض أيضا أمام الحضور مختلف التطبيقات الالكترونية والبرمجيات التي أنجزتها الهيئة وطورتها لخدمة المحتوى الرقمي للعربية على الانترنت والتي تستعمل اليوم من طرف المهتمين في الجزائر والبلدان العربية والعالم.
و دعا من جهته الأكاديمي من جامعة عنابة بشير يبرير, في محاضرة له حول "اللغة العربية والمتغيرات الرقمية", إلى "ضرورة إعادة النظر في الطريقة التي يتم بموجبها مقاربة اللغة خاصة في ما يتصل بالتعاطي والتعامل مع الرقمنة والحداثة الرقمية".
و أشار يبرير أن الباحثين العرب "يعانون التبعية الأكاديمية والعلمية للآخر بسبب غياب التنسيق بين الباحثين ..", موجها بالمناسبة دعوة ل "إنشاء فرق بحث مشتركة" لتوحيد الجهود والمناهج وتسهيل التعامل مع التسارع الكبير الذي يعرفه مجال التكنولوجيات الحديثة ووسائل الرقمنة.
و أما الباحث اللغوي والأكاديمي السابق بجامعة الجزائر مصطفى حركات فقد أبرز في مداخلة له ما تتفرد به اللغة العربية عن غيرها من اللغات وسبل ترقيتها.