قدم مساء أمس الخميس بالجزائر العاصمة أمام جمهور غفير، عرضا فنيا "صوت الجبال" للفنانة حسناء هني جمع بين الغناء الأندلسي والقبائلي و الشاوي والحكاية والشعر والرقص  . واقتبس عرض "صوت الجبال" الذي نظمه الديوان الوطني لرياض الفتح احتفالا بـ " يناير 2973" في قاعة ابن زيدون من الحكاية التي كتبتهافي سنة 2015 سهام كنوش التي ظهرت إلى جانب حسناء هني في دور الراوية مرتدية لباسا تقليديا جميلا. وأخذت حسناء هني التي كانت مرفوقة بأوركسترا من 12 فنانا بارعا من بينهم ناصر هيني على لوحة المفاتيح و توفيق مزيان على الكمان و أمين كستالي على الماندولين والماندولا، الجمهور في رحلة تشبه الحلم من خلال إبداعات فنية جميلة تعبر عن رموز ثقافة الأجداد التي تعود إلى ألف عام و المقاومة الشعبية ضد المحتل الفرنسي. ويسرد العرض الذي يندرج في اطار الاحتفال بالذكرى ال60 لاستعادة السيادة الوطنية "صمود الجبل" لـ "تخليث" وشقيقها "أكلي" في مواجهة أهوال الاستعمار الفرنسي. وعاشت تخليث التي أُجبر والدها على الهجرة ليتمكن من الحصول على عمل وإطعام أسرته، طفولة سعيدة مع والدتها وأخيها في دوار بالجبل الى ذلك اليوم الذي دمره الطيران الفرنسي. وتقوم تخليث التي فقدت بصرها و فقدت أخيها ووالدتها، بإحياء جميع أنواع الاحتفالات لتتفاجأ، على خشبة مسرح كبير ب " لحن من طفولتها " كان يعزفه شقيقها أكلي الذي كان خلفها مباشرة ضمن موسيقيي الأوركسترا. وظهرت حسناء هني و على رأسها تاج ملكة بربرية و مرتدية فستان طويل و برنوس من الحرير يحمل تطريزا تقليديا أمازيغيا بعد توفيق مزيان وعماد الدين حداد ورمزي لمنور الذين أدوا " يا نسيم جر علي" و "من يلوم العشاق". وتضمن برنامج الحفل أيضا مقطوعات أخرى على غرار "الغرام" ، "الله يهديك" و "ساني، ساني أتروحذ" و  أنزور الوالي" و غيرها من المقطوعات. وخلال هذا الحفل الذي تضمن أيضا رقصات للثنائي زهار ونبيل من "باليه مزغنة"، دعت حسناء هني المغني يونس فرحات الذي جعل صوت الأوراس مدويا حيث أدى مقطوعات "بركة إمتاوين" و " ألالا البارود ينغر". وقد استمتع الجمهور بكل لحظة من الأمسية حيث أشاد مطولا بأداء حسناء هني و العازفين و الراوية سهام كنوش. بعد التحاقها بجمعية " السندوسية" في سن مبكرة ثم جمعية " الانشراح"، أصبح في رصيد حسناء هني، خريجة معهد علم الموسيقى وطالبة لكبار مؤلفي الموسيقى على غرار المرحوم بوجمعة فرغان (1916-2002) وعمار الزاهي (1941-2016) ووالدها إسماعيل هني (1944-2020)، قرصين مضغوطين  "من تراثنا" (2008) و "شعر الروح والقلب"(2010). للعلم، تمت برمجة عرض "صوت الجبال" في ختام مهرجان الغناء الشعبي النسائي الذي أقيم في الفترة الممتدة من 9 إلى 11 يناير في تيزي وزو.