تمر اليوم الأحد الذكرى 62 على استشهاد البطل العقيد لطفي في بشار، حينما تعرض لكمين وقتل في معركة غير متكافئة مع قوات الاستعمار التي استخدمت فيها الطائرات والمدفعية الثقيلة، رفقة رفيق دربه الرائد فراج ، وكان ذلك يوم 27 مارس 1960 بجبل غرب بشار بعد مقاومة طويلة.
كان في قمة الحنكة السياسية والعبقرية العسكرية، كقائد في الثورة التحريرية لكونه أخذ على عاتقه مسؤوليات أكبر بكثير من سنه، وهذا في الفترة مابين 20 إلى 26 سنة، و الشهيد البطل دغين بن علي المدعو العقيد لطفي هو من مواليد بتاريخ 7 ماي 1934 بتلمسان، ينحدر من أصول تركية من عائلة بودغن الأسطمبولي المعروفة بمدينة تلمسان. نال الشهادة الابتدائية عام1948، سافر إلى المغرب لمواصلة دراسته الثانوية بمدينة وجدة، لكنه عاد بعد سنة إلى تلمسان لينضمّ إلى مدرسة مزدوجة التعليم (فرنسي-إسلامي)، وفي هذه المدرسة بدأ وعيه السياسي.
التحق بصفوف جيش التحرير الوطني في أكتوبر 1955 بالمنطقة الخامسة لتلتحق به زوجته في نفس المنصب، كلّف بعدها بقيادة قسم تلمسان وسبدو وأشرف على تشكيل الخلايا السريّة لجبهة التحرير الوطني الجزائرية، وأخذ اسما ثوريا هو «سي إبراهيم» واستطاع بفطنته وحسن تنظيمه أن يؤسّس للعمل الفدائي في الولاية الخامسة، إذ مع اكتشاف البترول بالجنوب الجزائري وزيادة اهتمام فرنسا بالصحراء، تطوّع «سي إبراهيم» في صيف 1956 لقيادة العمليات العسكرية في الجنوب وخاض عدّة معارك ضارية أسفرت عن خسائر معتبرة في صفوف القوات الفرنسية.
في جانفي من عام1957عين قائدا على المنطقة الثامنة من الولاية الخامسة برتبة نقيب ثم رائد، بمنطقة أفلو تحت اسم لطفي، كما أصبح عضوا في مجلس إدارة الولاية الخامسة. وفي عام 1959 رقي الشهيد إلى رتبــة صاغ ثاني (عقيد) قائدا للولاية الخامسة خلفا لقائدها السابق العقيد هواري بومدين ، وعندما شددت القوات الاستعمارية الخناق على الثورة الجزائرية وعززت مراقبتها لنقاط العبور الحدودية مع المغرب بتفعيل ما سمي بحاجز « شال» بين المغرب والجزائر، وحاجز «موريس» بين تونس والجزائر لمنع تدفق الأسلحة والمقاتلين، انسحب العقيد لطفي إلى داخل الأراضي المغربية وأقام لفترة في منطقة وجدة.ولكن هذا الغياب عن الساحة أثر فيه، فقرر العودة رغم التحذيرات سالكا ممرا على الحدود المغربية الجزائرية يقع في منطقة جبل بشار، وأثناء هذه العودة تعرض لكمين وقتل بصحبة أحد أوثق مساعديه الرائد فراج في معركة غير متكافئة مع قوات الاستعمار استخدمت فيها الطائرات والمدفعية الثقيلة، وكان ذلك يوم 27 مارس 1960 بجبل غرب بشار وذلك بعد مقاومة طويلة.