في مرحلة تجديد مؤسسات الدولة وتعزيز دورها التنموي أعطت السلطات العليا للبلاد اهتماما خاصا للشباب وإطاراته المبدعة فاتحة لهم المجال للمشاركة في بناء الجزائر الجديدة ، تطبيقا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المحيد تبون الذي سطر برنامجا مكثفا يتضمن التفاتة حقيقية لهذه الفئة بالذات وينطلق من محطات محددة مسارها مسبقا.
مسار الإصلاح الذي عرفته الدولة منذ بداية سنة 2020 وبعد أشهر قليلة على انتخاب السيد عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية منح للديمقراطية التشاركية مفهوما أوسع لا يتقيد بالشعارات وقدم معطيات جديدة تقوم على مبدأ إعادة الثقة بين المجتمع المدني ومؤسسات الدولة لبناء الجزائر الجديدة فاستحدث في أفريل 2021 المرصد الوطني للمجتمع المدني يضم كفاءات وطاقات شابة يعمل كهيئة استشارية لتحقيق التنمية الوطنية ،انطلاقا من آليات تنظيمية واقتراحات تضبطها تقارير سنوية تطرح على طاولة الحكومة.
ويستمر قطار الإصلاحات ليدشن محطة أخرى لها وزنها وثقلها السياسي تشارك وتساهم في حلحلة المشاكل وتقدم اقتراحات وتوجيهات تخص الجبهة الاجتماعية وبعد سنة تقريبا عن تنصيب المرصد الوطني تأسس في جوان من سنة 2022 المجلس الأعلى للشباب ، هذه الهيئة الاستشارية 348 عضوا يمارسون عهدتهم لمدة 4 سنوات غير قابلة للتجديد بالمناصفة بين الجنسين ب 232 عضوا منتخبا بعنوان تمثيل شباب الولايات و34 عضوا بعنوان ممثلي والجمعيات الشبانية أو تلك الناشطة تجاه الشباب ، المحلية منها والوطنية
ويجتمع المجلس الأعلى للشباب مرتين في السنة في دورة عادية وأخرى استثنائية بطلب من رئيسه ، كما يعمل على رفع آراءه وتوصياته وتقريره السنوي الى رئيس الجمهورية
ومن هنا تحددت الأرضية التي شيد عليها رئيس الجمهورية التزاماته ، حيث وعد بإدماج الشباب في الحياة السياسية وإشراكهم في اتخاذ القرارات التي تخصهم منذ توليه سدة الحكم باستحداث المجلس الأعلى للشباب وصنفهم في درجة أعلى يعملون على تمتين أواصر اللحمة الوطنية ويعززون الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية باعتبارهم ثروة حقيقية للبلاد .
وفي جوان 2022 صدر مرسوم تنفيذي يسمح للشباب الاستفادة من منحة البطالة المقدرة في بادئ الأمر ب 13000 دينار شهريا لترتفع بعدها وبداية من جانفي 2023 الى 15000 دينار شهريا لصالح 1.9 مليون مستفيد والقائمة تبقى مفتوحة حسب الإحصائيات الأخيرة لوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي وهي منفذا أخرا لهذه الفئة تخلصها من شبح البطالة وولوج عالم الشغل من باب العروض التي تفتحها وكالة التشغيل ، دون أن ننسى المؤسسات الناشئة الذي شاركت هي الأخرى في الإقلاع الاقتصادي وإسماع صوت الجزائر وحصدت ميداليات شرفية في مسابقات دولية .