يعيش مرضى السيلياك بوهران وخاصة الأطفال منهم معاناة مستمرة بسبب غلاء المواد الغذائية الخالية من الغلوتين، وعدم قدرة الجمعية الوحيدة التي تتكفل بهذه الفئة على مستوى الولاية وهي جمعية (باهية لمرضى السيلياك)، على تغطية احتياجات الحالات المسجلة لديها في ظل غياب الدعم والتمويل والمرافقة من قبل السلطات المحلية وشح مساعدات المحسنين في هذا المجال.
وتسجل وهران ارتفاعا كبيرا للمصابين بالسيلياك، حيث بلغ عددهم قرابة 5 آلاف مريض، منهم 150 حالة جديدة سجلت وسط المتمدرسين حسب آخر إحصائيات عيادة سان ميشال المتخصصة في طب أطفال السيلياك والسكري والتي أعدت شهر فبراير 2022.
أكدت رئيسة جمعية (باهية لمرضى السيلياك بوهران)، السيدة سامية بقدار والتي تتكفل بالأطفال المرضى من الناحية الإجتماعية والنفسية بالإضافة إلى سعيها رفقة أعضاء الجمعية لتوفير الغذاء للحالات المحتاجة والمعوزة مجانا، أن الجمعية أصبحت اليوم عاجزة تماما عن توفير ولو جزء بسيط من المواد الغذائية المخصصة لهذه الفئة والتي كانت توفرها من قبل من الأموال الخاصة للأعضاء، ويزداد الوضع حرجا خلال شهر الرمضان أمام الغلاء الفاحش للمنتوجات الخالية من الغلوتين بالأسواق أضافة إلى الندرة.
هذا وما تزال الجمعية التي تأسست سنة 2021 بدون مقر خاص بها ، رغم نشاطاتها العديدة وبرامج التكفل النفسي والاجتماعي بفئة الأطفال المرضى، الذين يطالب أوليائهم السلطات لمساعدتهم بتخصيص مقر للجمعية يكون مكانا يستعمل كورشة أو مخبر طبخ لتعلم تحضير وجباتهم والاعتماد على أنفسهم لتخفيف تكاليف شراء المنتجات الجاهزة التي لا يستطيع غالبية المرضى اقتناءها بسبب وضعيتهم المادية والاجتماعية السيئة، خاصة وأن أغلب الحالات المصابة بالسيلياك تعاني أيضا من مرض السكري، وهناك حالات سيلياك مصابة بالسرطان بالنسبة للنساء، حسب تصريح رئيسة الجمعية.
وتمكنت الجمعية في إطار إتفاقية مع مخابر خاصة من توفير التحاليل المخبرية للمرضى بنسبة 50% من التكلفة الإجمالية، لتخفيف أعباء الكشوفات الطبية، في انتظار الدعم والتمويل ومساعدة المحسنين لتغطية الاحتياجات الغذائية المتمثلة في المواد الخالية من الغلوتين لتخفيف العناء عن هذه الفئة. بينما يبقى الحمل ثقيل جدا على المرضى وأوليائهم.
